كندي الزهيري ||
نعم المثقف الجاهل ، لا تستغرب من هذه التسمية ، لم تأتي عن فراغ انما كانت لها مقدمات وشواهد كثر نراها في بعض المناطق العاصمة بغداد وكذلك في بعض المحافظات ..
سمعتم وشاهدتم ، والكثير منكم جرب ان يدخل الى تلك الاماكن ، التي تعج بطرب فيروز والاغاني الاجنبية التي لا يفهم اكثر القاعدين ماذا يقول صاحب الاغنية .
وعنوان كتاب وقهوة وملبس معين يعتقد بانها اساس في الثقافة ، وتدل على انه مثقف ،
ان كان قيمة الثقافة ما تلبس فانه سعر ثقافتك ما تلبس وان كان فنجان القهوة يدل على انك اصبحت مثقف فان ثقافتك تنتهي مع اخر قطرة قهوة في فنجانك ، وان كنت تعتقد بان قراءة كتاب وتطبيق ما جاء فيه من دون فهمة ثقافة ، اسمح لنا ان نخبرك بانك جاهل.
اليوم ننادي بضرورة توظيف المُثقف في صنع قرار أمته وكيانه ومستقبلها وهذا نداء حق . ولطالما لعب المثقفون دوراً مُهماً في نهضة دولهم، وتأسيس كيانها، ومأسستها بما يتوافق مع تطلعات شعوبها ، سياسياً واجتماعياً وفكرياً وثقافياً وسياسيا واقتصاديا . لكن المشكلة يخلط المجتمع بين مفهومي المُثقف والمُتعلّم، حيث ترى الغالبية المجتمع بأن مُجرد دخول الطالب إلى باحة الجامعة، وانتظامه على مقاعد الدراسة؛ تحول وبشكلٍ تلقائي إلى مثقف، دون النظر إلى مخرجات مؤسساتنا التعليمية والجامعية في السلوك العقلي . يرتبط اصطلاح "مثقف" في الشارع بذلك الشخص الذي أتم تعليمه الجامعي، وغالباً ما يكون قد وصل إلى مرحلة الدراسات العُليا، ليحمل قبل اسمه حرفاً يُشير إلى مرتبةٍ اجتماعيةٍ يستطيع من خلالها الولوج في المجتمع. ان الشهادة الجامعية تخبر المجتمع بان هذا الفرد وصل الى مرحلة من مراحل العلم لكن لا تستطيع ان تخبر وتؤكد للمجتمع بانه هذا الفرد اصبح مثقفا وله دور في حركة المجتمع نحو الايجابيات .
يتسأل القارئ ؛ ايها الكاتب عرف لنا الثقافة وبينها لنا ؟
وهنا تساؤل حق وواجب الاجابة عنه ، بما اننا ننتقد حالة منتشرة في المجتمع تحت مسمى ( المثقف الجاهل ) ، يجب ان نبين الوجه الحقيقي للثقافة .
تعريف الثقافة / هي مصطلح أو تعبير يستعمل في أغلب الأحيان لوصف جميع المظاهر الثقافية والحضارية الشائعة والمرتبطة تاريخيًا واجتماعيا وغيره في جميع أنحاء العالم، ومن أهم إطلاقات الثقافة ، أنها هي العلم الذي يجمع بين التأصيل الشرعي، والوعي الواقعي بتاريخ الامم وحاضرها ومستقبلها؛ أي أنها هي علم معياري وواقعي في آن واحد، وهي علم كلي شمولي ينظر بشموليته من حيث عقيدته ومقاصده وفهمه على مر التاريخ ...
اهمية الثقافة / ترجع أهمية الثقافة لدى الفرد لكون هذا العلم أثير النفس إذْ به تتم الصلة بين جوانح الإنسان عقله وقلبه وفكرة، وبه يصل الفرد بين ماضيه وحاضره ومستقبله، وتاريخ الأمة من عناصر ثقافتها، وآدابها من صميم ثقافتها، وأخلاق الفرد والمجتمع في كل عصر من عصورها حلقة من سلسلة الأخلاق القومية التي هي من ميراث الماضي، لذا يجب على فرد -كما يجب على كل أمة أخرى- أن يتمسكوا بثقافتهم، وأن يبعثوا فيها أسباب الحيوية بوصل ما بين ماضيها وآتيها. وأن لا تأخذ الا اجملها ، التي تجعل منك انسان ذات قيمة و تأثر في المجتمع وتصلح بوصلة نحو التكامل . ومن يعتقد بان الثقافة ملبس او طريقة مأكل و التردد على مكان معين اود ان اخبرك من الضروري النظر في عقلك ...