المقالات

حين يفقد الشعب اليقين ؟!  

1337 2022-03-29

منهل عبد الأمير المرشدي ||   Manhalalmurdshi@gmail.com    إصبع على الجرح . لست في صدد كتابة نص ديني او محاضرة في مجال الفقه والشريعة انما هو افراز لحظات من التأمل فيما يصيبنا وما آل اليه حال البلاد والعباد من ويل وبؤس وشقاء وقد تناوشتنا انياب الذئاب في متاهات الفساد والنفاق بين اطماع الظالمين والمنافقين والطواغيت والعملاء والمأجورين .  قرأت في رواية عن النبي موسى عليه السلام يقال إنه كان يشكوا من ألم شديد في أحد أسنانه فتوجه الى الله عزو وجل بالشكوى وطلب منه أن يرحمه ويساعده بالعلاج لتسكين الألم وكما نعلم ان النبي موسى كليم الله فقال له الله عزوجل انظر ياموسى الى يمينك حيث ترى ذلك العشب الأصفر وخذ منه شيئا واطحنه بأصابعك وضعه فوق الضرس الذي يؤلمك وسوف يذهب الألم وترتاح .  فعل موسى ما امره به الله وفعلا سكن ألم الضرس على الفور . بعد عدة أيام عاد الألم من جديد الى نفس الضرس فأسرع موسى الى نفس العشب وأخذه وطحنه بأصابعه ووضعه فوقه إلا ان الألم لم ينتهي بل زاد وجعا .  توجه موسى عليه السلام الى ربه متسائلا بإستغراب وتعجب وقال يا الهي ما الخبر فالضرس نفس الضرس والألم نفس الألم والعشب الذي ارشدتني اليه نفس العشب لكن الألم لم يزل والوجع يزداد فأجابه الله عز وجل : يا موسى انك في المرة الأولى قصدتني ولم تقصد العشب وفي المرة الثانية قصدت العشب ولم تقصدني . الى هنا تنتهي الرواية ومنها نستشف حقيقة نعيشها وقد تفرقنا وتناحرنا واستعبدتنا اهواء انفسنا وصار لكل منا صنم يقصده لقضاء حوائجه من دون ان يكن لله ذكر ولا حساب ولا رجاء وصار لكل قوم وثن يعبدوه وطاغوت يؤلّهوه قبل الله بل وفي كل ما لا يرضي الله .  قد يقول قائل لكن ذلك لا يشمل الجميع وليس كل الناس هكذا فما ذنب البريء يؤخذ بجريرة المذنب لكن الحقيقة من مصاديق الحكمة التي تقول ان الخير يخصّ لكن الشّر يعّم . (وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارا . انك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارّا )  . وهو القائل جل وعلا  ( وإذا اردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحقّ عليهم لقول فدمرناها تدميرا .) أخيرا وليس أقول ليترقب كل منّا حاله وليبدأ بنفسه فهل هو يخشى الله ويتوكل عليه ويعتمد عليه ويرجو منه الخير ام انه اسير عبادة الرمز والوثن والزعيم في الحلم والطموح والطاعة والنفاق .  لينظر كل منّا الى عياله أيضا وأين صار الأولاد والبنات من ذكر الله واين صاروا من الصلاة والإتكال على الله في اعمالهم ومفردات حياتهم .  ولننظر أين نحن في اعمالنا ومعاملاتنا وكم نحن قريبين من الله وكم نحن بعيدين عنه وقد أصبح الفتاسد فينا محترم موقّر والمؤمن فينا مهان محقّر.  التمس العذر لمن لا يرى في كلامي ما لا يوافق هواه لكنه وكما قلت ابتداء نتاج ما غدونا به من بؤس وفقر وضيم وظلم تحت نير الفاسدين والطواغيت والمنافقين . نعم فكأنني بالشعب قد فقد اليقين .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك