منهل عبد الأمير المرشدي ||
Manhalalmurdshi@gmail.com
إصبع على الجرح .
حكاية تطرقت لها يوما لا تخلو من الطرافة للدلالة على ما يمر به المجتمع لمواجهة الواقع المرير .
اعيد نشرها في مقالي اليوم بعدما صرنا نهرب من الأسوأ الى السيء فيما يحرك بعضنا العقل الجمعي من دون دراية ولا بصيرة في الموقف والتصرف .
بعيدا عن ذكر الأسماء والمسميات فقد دارت بنا الدنيا دورتها فصار للموساد الإسرائيلي مراكزه في شمالنا والنفط العراقي يصدر الى اسرائيل وكاكا مسرور البره زاني يتعهد بكفاية أوربا من الغاز العراقي والبعض لا يهتم بكل هذا ولا يبالي فالقوم قد وضعوا شرطهم في ازاحة الخصم من الوجود .
العمل يجري على قدم وساق ليتبوأ الفاسدين الرئاسات وهكذا توزع اللجان النيابية والقوم لا يهتمون بكل هذا ولا يبالون فالمهم والأهم هو ان يستثنى الخصم .
شعب تحت سطوة اللصوص والعملاء والعراق ساحة مفتوحة لكل دوائر المخابرات الإقليمية والدولية والسعي الى التطبيع واضح حثيث والقوم لا يهتمون بكل هذا فالمهم والأهم ان يزال الخصم ولا شيء غير الخصم .
تناحر وتنافر وحقد وكذب وفقر وضيم وصراع ونفاق والقوم عبيد الأوثان والمهم والأهم هو ان لا يكون للخصم حضور او وجود .
نعود لحكايتنا العتيدة وفي زمن المقبور صدام أرتأى نجله عدي الذي كان هو الأستاذ الفاضل ورئيس اللجنة الأولمبية ونقيب الصحفيين العراقيين ان يبتكر وفي زمن الحرب والحصار نادي رياضي جديد أسماه نادي الرشيد وقرر ان يستدعي له جميع لاعبي المنتخب الوطني العراقي مع مدربهم المرحوم عمو بابا .
تم توجيه الدعوة لنادي فلامنكو البرازيلي لإقامة مباراة ودية مع نادي الرشيد مقابل مبلغ مالي كبير بملايين الدولارات .
قبل إقامة المباراة بيوم واحد جاء اقارب عدي من قرية العوجة في تكريت وجلبوا له ابنهم المدعو (وعد الله) وطلبوا منه ان يضمّه الى نادي الرشيد لإنه لاعب كرة القدم الأفضل في تكريت .
وافق عدي واستدعى على الفور الكابتن عمو بابا وامره ان يأخذ معه ابن عمه وعد الله ليلعب في مباراة النادي مع فلامنكوا . نظر عمو بابا الى وعد الله فوجده اعور العين اليسرى وفاقدا لثلاثة من اسنانه والذباب يصول ويجول على رأسه ولكن ليس للرجل الا ان يسكت ويضمها في سريرته وقال له (تأمرني أستاذ انا بخدمتكم) .
قبل انطلاق المبارة جلس عمو بابا مع اللاعبين وعرّفّهم على زميلهم الجديد ابن عم الأستاذ الكابتن وعد الله وقال لهم ( النسبة للأخ وعد الله سيلعب في قلب الدفاع وانا فقط اريد ان اوصيكم بشيء واحد.
اللاعب الأخطر في فلامنكو هو رقم 10 زيكو . احذروا من زيكو . لا تتركوا الكرة تذهب الى زيكو .
وانت حبيبي وعد الله الواجب الوحيد لك هو ان تمنع زيكو من الحصول على الكرة ابدا . ) بدأت المبارة وفي الدقيقة الثانية منها كانت هناك ضربة ركنية للنادي البرازيلي ومع تنفيذ الضربة قفز وعد الله الذي كان ملاصقا لزيكوا ليضربها برأسه نحو التسعين ويسجبل الهدف الأول على نادي الرشيد !. بعد خمس دقائق ناول حارس المرمى الكرة الى وعد الله الذي شاهد زيكو قد اقدم عليه فأستدار ليرجعها لحرس المرمى فقذفها في الزاوية مسجلا الهدف الثاني على نادي الرشيد وهكذا انتهى الشوط الأولى بتقدم فلامنكو بثلاثة اهداف سجلها وعد الله على نادي الرشيد .
جلس الكابتن عمو بابا مع اللاعبين في الإستراحة بين الشوطين وقال لهم (شباب حبايبي انتبهوا على حالكم وعليكم ان تغيروا الخطة . عوفوا زيكو وخلو بالكم من وعد الله .)
أخيرا وليس آخرا نقول لأحبتنا واخواننا واصدقائنا وشركائنا ( عوفوا زيكو خلو بالكم من وعد الله ) .