الشيخ محمد الربيعي ||
لكل ندخل في الموضوع لابد ان نبين نقطة جدا مهمة ان لاعلاقة تامة و باقية مع الاخرين ، إلا بتنظيم وضبط سلوكنا مع الناس ، ان انتظم السلوك اصبحت العلاقة صحيح و مستقيمة و مستمرة و دائمة سواء ان كانت في الحياة او بعد الممات
محل الشاهد :
🔹️وقد بيَّن الله عز وجل أن العلاقة بين البشر تقوم على أساس التعارف والتكامل، وأن ميزان الأفضلية هو التقوى والعمل الصالح، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 13]
🔹️وجاءت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الكثيرة التي تنظم علاقة المسلم بالمجتمع المسلم بما لا يتسع المجال لعرضها، فحرم الإسلام الكبر والسخرية والاستهزاء والهمز واللمز بأحد المؤمنين، وأمر بخفض الجناح والرأفة واللين، وحث على التعاون والتراحم والبذل والإحسان إلى الجار والفقير والأرملة والمسكين، وأوصى باليتيم وأمر بالرفق بالأسير .
🔹️ إن التعامل مع الناس هو سلاح ذو حدين، فإما أن يؤدي إلى توطيد العلاقات، وتمتينها، أو إلى هدم العلاقات، وصنع الخلافات، ومعيار التعامل مع الناس يكمن في الأسلوب، فمتى ما استطاع الشخص أن يتبع أسلوباً مناسباً للتعامل مع الناس فإنه سينجح في بناء العلاقات المهمة في حياته، أما إن اتبع أسلوباً غير سليم، أو سيئاً في تعامله مع الناس، فإنه سيفشل، وتُصبح مسألة شائكة بالنسبة له بحاجة إلى حل .
🔹 إن الإنسان هو أدرى بنفسه، فإن وجد بأنّ علاقاته مع الناس دائمة الفشل، وتتصف بعدم الديمومة، ولا تستمر، فقد يكون ذلك بسببه، وهنا يجب عليه أولاً أن يَنْقُد نفسه، ويسأل المُقرّبين له عن النقاط السلبية الموجودة لديه في تعامله معهم، لأن تغيير الشخصية هي نصف الحل، وبعد أن يُعالج الشخص النقاط السلبية لديه عليه الاهتمام بالأمور التالية:
🔸▪️الابتسامة
إن أحد الأسرار المهمة للأشخاص المحبوبين تكمن في ابتسامتهم، ليس في شكلها ولكن في استمرارها، ذلك أن العبوس يُعتبر بمثابة الحاجز الذي يمنع الآخرين من الاقتراب من هذا الشخص، ويُعطيهم انطباعاً أولياً بأن هذا الشخص العابس هو إنسان عدواني، يصعب التعامل، والتواصل معه.
🔸▪️التحدث بلطف
يجب على الشخص أن يُميز بين الأشخاص من حوله، بحيث يميز بين الكبير والصغير، وبين الذكر والأنثى، وبين المتعلم والجاهل، وهكذا، فلكل شخص أسلوب للتعامل معه، على أن يكون التعامل لطيفاً مع الجميع، فلا يكون أسلوبه فجاً، حتى لا ينفر الناس منه، حيث يدل على عدم الاحترام.
🔸▪️الاستماع
إن مواصلة الشخص في التحدث عن نفسه، أو في أي أمر آخر يدفع الناس للابتعاد عنه، وتركه، لأنه لا يُعطي فرصة للآخرين للتحدث عن أنفسهم، ويُصبح الحوار من طرف واحد، عندها سيُصاب الطرف الآخر بالملل، وإن استمرت هذه المسألة فإن العلاقة لن تدوم، لذلك على الشخص أن يتسع صدره للآخرين ولأحاديثهم، ويستمع إليهم باهتمام، عندها سيُفاجأ بتزاحم الناس حوله بشكل لا يصدق.
🔸▪️تقديم الخدمات
لا أقول هنا أن يقوم الشخص بتفريغ نفسه للخدمة، ولكن عليه أن يتواجد عند الطلب، ويساعد الآخرين قدر الإمكان، خاصة إن كان باستطاعته ذلك، لا أن يقف مكتوف اليدين، أو يحاول تجاهل الآخرين عند حاجتهم إليهم، وليتذكر دائماً بأنه لا يعيش وحده، وأن الحياة مبنية على روح التعاون والتكاتف بين الناس، فقد يحتاج هو لمساعدة الآخرين، ولا يجد من يقف بجانبه نتيجة لمواقفه السلبية.
محل الشاهد :
بعد ان يحسن الانسان ، اسلوب تعامله مع الناس نأتي الى مرحلة الثانية وهي اسلوب علاقته مع الناس ...
ايها الاحبة ...
🔹ان تحسين العلاقات مع الناس يعتبر الإنسان مخلوقاً إجتماعياً يحب الإختلاط مع الناس وبناء العلاقات؛ لذا يسعى للتطوير من مهارات ووسائل التعرّف على الناس والتعامل معهم بشكلٍ جيّد، ومن هذه الوسائل:
🔸▪️الإقرار والإعتراف بمشاعر الآخرين
لبناء علاقات جيدة ومتينةٍ يجب على المرء أن يسمح للآخرين من حوله في التعبير عن آرائهم ومشاعرهم واحترام هذا الحق الذي يُعتبر أساسياً تكوين العلاقات القوية حتى لو لم تتفّق آرائه مع الآخرين.
🔸▪️ تقبّل الآراء والنصائح
يجب اتخاذ القرارات وتقبّل الحلول من الأشخاص المعنيين في الموضوع مثل المكان الذي سيذهبون إليه لتناول الطعام مثلاً، أو تقسيم العمل بين زملاء العمل، وغيرها من الأمور التي قد يوجد فيها تنازلاتٍ كبيرةٌ ولكنها تفيد العلاقة بين الأفراد،وتتميّز هذه الخطوة بالقبول بالتسوية التي يختارها الآخرين بشكلٍ ذكي ومسؤول تنبئ بعلاقةٍ متينةٍ يعرف أفرادها أدوارهم فيها بشكلٍ ذكي ومسؤول تنبئ بعلاقةٍ متينةٍ يعرف أفرادها أدوارهم فيها بشكلٍ جيّد
🔸▪️الانتباه في العمل :
يساعد الإنتباه في العمل على التقليل من نسبة التوتر والقلق التي يمكن أن تسود في محيط العمل بين الأشخاص؛ لذا ينصح بتقديم أفضل ما يمكن أثناء العمل لتفادي هذه المشاكل بين الأشخاص.
🔸▪️قضاء الوقت الممتع
تتطلب أية علاقة بين الأصدقاء أو الأزواج إمضاء وقت الفراغ معاً وذلك للتعزيز من عمق هذه العلاقة، وللاسترخاء، ولتبادل جميع الأمور العالقة، بالإضافة إلى أنَّ هذه الخطوة تحسّن من الصحة النفسية للفرد؛ لأنها تساعده على التعبير عن رأيه والتحدث عن المشاكل التي يعاني منها مع صديقه أو زوجه.
🔸▪️تحديد نوع العلاقة
في هذه الخطوة يجب على الشخص أن يحدد ما هي طبيعة العلاقة التي يريد أن تجمعه بالآخرين من خلال الأمور التي تهمه ويحب القيام بها مثل الاستمتاع بوقته، وغيرها من الأمور التي تسهّل عليه إيجاد وإمضاء الوقت مع الأشخاص الذين يريدون الأمر ذاته .
🔸▪️مشاركة الأفضل العديد
من العلاقات المبنية بين الناس هي علاقاتٌ تتشارك بالتجارب المشتركة فيما بينها؛ لذا ينصح بمشاركة أفضل التجارب التي خاضها الشخص مثل الأماكن التي زارها، أو كتابٍ قرأه، أو غيرها من الأعمال التي قد تثير إنتباه الأشخاص من حوله
🔸▪️إعطاء الشعور بالأمان :
في حال كانت العلاقة بين الأزواج يجب أن يشعر الشخص بالأمان الأمر الذي يأثر إيجابياً في تلك العلاقة، وتبقيهم واثقين من أنفسهم ومن أزوجهم، ولكم ضمن حدود المعقول بمعنى عدم أخذ الشخص كأمرٍ مسلمٍ به، بل محاولة التجديد والتجدد دائماً للحصول على زواجٍ ناجحٍ وسعيد
🔸▪️التوقف عن التذمر
يذهب الكثير من الوقت في حياة الأزواج في التملّل والتذمّر من بعضهم ومن الأشياء من حولهم؛ لذا ينصح بالتوقف عن التذمر، وعدم افتعال المشاكل من أمور صغيرةٍ غير مهمة
اللهم احفظ الاسلام وشعبه
اللهم احفظ العراق و شعبه