المقالات

القروض الإفتراسية.. بين الحاجة والوجاهة

1481 2022-04-11

واثق الجابري ||

 

·        المقال قبل عامين وما تزال نفس الممارسات

 

الأرقام لا تكذب دائماً، وهي تعكس مؤشرات نمو الدولة، وسعي المواطن للقروض المصرفية، دليل على سعي  لتحسين وضع إجتماعي، غائب في ظل الحياة المتشابكة، وتنوع المخرجات مقابل مدخول واحد في أغلب الأحيان، مع طبيعة إستهلاكية إجتماعية، في دولة لا تنتج ولا تزرع محلياً، ما جعل المواطن بين الحاجة والوجاهة، كفريسة أمام البنوك التي تستغل حاجته، ولا ترفع من وجاهته.

تستغل البنوك حاجة المواطنين، فتورطهم بعروضها، وتعدهم بجوائز سنوية، والحقيقة إنها تغرقهم في أرباح مجموعها يصل الى 40  بالمئة خلال سنوات التسديد.

أصدر مجلس الوزراء تعليماته بشأن توزيع قطع أراضٍ سكنية على المواطنين، وأن عدت نقطة إيجابية وحلما لكل عراقي، ويمكنها إنهاء أزمة السكن، وتشغيل ملايين الأيادي العاملة، إلاّ أنها لا تخلو من مخاوف، لطبيعة القروض الحكومية السابقة، التي جعلت من المواطن المضطرا مكبلا بأرباح هائلة.

تمنح السلف للموظفين بأسم “مئة راتب”، وتتراوح من 50 مليون فما دون، للإسكان وشروطها لا تتناسب مع أسعار العقارات، فيطلب تقديم اوراق عقار لا يقل عن 100 متر مربع، وبطبيعة العقارات، لا يوجد في العراق سعر متر مبني يقل عن مليون دينار، وأن إنخفض سعر متر الأرض في الأطراف، فسعر التشييد يكلف أكثر من مليون للمتر أينما يكن موقعه.

يبلغ المستقرض على نسبة أرباح تتراوح من 4- 8   بالمئة بين مصارف الرشيد والرافدين، ويجدها المواطن ممكنة في ظل حاجته، ويعتبرها بدلا عن الإيجار أو السكن الرديء، وبعد سنوات يتضح أن الأرباح يُعاد احتسابها سنوياً، وما يستقطع ليس من أصل المبلغ، إنما مع الأرباح، التي تتجدد سنوياً، وهذا الحال بالنسبة لسلفة 10 ملايين  فتبلغ لحين آخر تسديد 14 مليون، بينما 50 مليون أرباحها أكثر من 20 مليون، وبذلك مجموع الأرباح يضاعف ليصل الى  40 بالمئة من أصل المبلغ، وهكذا الحال في قروض السيارات.

 هل ستكون السلف المرافقة لتوزيع السكن بهذه الأرباح؟ وكيف يمكن لموظف لم يستطع بالمبالغ السابقة شراء منزل؟ وكثير منهم، أما إشترى قطعة أرض ولم يستطيع بنائها، أو لم يشتري وأنفق الأموال، وهنا يغرم بنسبة 2  بالمئة بالإضافة للأرباح السابقة، أو إشترى عقار لا يناسب السكن، إلاّ إذا كان لديه وفرة من المال، وأشترى منزل وهذه الحالات نادرة جداً.

إن القروض التي تمنحها الحكومات للشعوب، عادةً  تكون مدعومة، ومساهمة لحل أزمة ما، لكن التسليف بهذا الشكل سيكبل المواطن ديون لمدة تزيد على15 عام.

 هذا دور سلبي تقوم به المصارف الحكومية إقتصاديا، وتشكل ضرراً على المجتمع والدولة، دون تقدير ضرر المواطن.. رغم أن بعضهم أستلف لغرض الوجاهة وشراء منزل أكثر رفاهية وسيارة فارهة.

هناك من اضطر إلى الحصول على قرض، لكن النسبة العالية من المقترضين والارباح، يجعلنا نتساءل عن الحاجة والأضرار وعدم إلتفات الحكومة للخطورة المستقبلية؟  مع غياب التخطيط في مجتمع إستهلاكي، سيكون مكبلا بديون تمتد الى نهاية حياتهم، من بنوك متضخمة الأرباح، وجميع المقترضين يرون أنها حاجة ضرورية ووجاهة، ولكنها  زادت من الحاجة وقللت الوجاهة، وأصبح المواطن فريسة للبنوك، فهل ستعيد الحكومة حسابات الأرباح السابقة أو ترفعها؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك