رعد هادي جبارة ||
في هذه الحياة
في بلدنا وبقية البلدان
يوجد أشخاصٌ يعيشون بخير ولكن ماعندهم غير الشكوى والتباكي ،بينما؛
{مَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ}
[النمل/40]
ولا تراهم يفعلون إنجازاً او يقدمون عملاً إيجابياً وعطاءً نافعاً طوال عمرهم سوى عرض المشاكل و النكد والحزن و الهم والغم على من يجالسهم؛
{يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ}
(النحل/83)
هذا النمط من الأشخاص عندما تلتقيهم تخرج الدنيا من عينك ولا كأنما في الدنيا أي خير؛
{وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍۢ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}
[النحل/112]
إنهم لا يرون غير السلبيات والنواقص و السيئات والحرمان بينما عندهم نعم كثيرة؛
{وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}
[ الأعراف/ 10]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ }
﴿البقرة/172﴾
هؤلاء مزعجون، مستفزون ،نكديون، مؤلمون،علينا أن نجتنبهم فالله يقول لنا:
{لَیۡتَنِي لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِیلࣰا}
[الفرقان/28]
لا تراهم إلا يدعون بالويل والثبور والتشاؤم من كل شخص وينقمون على كل شيء؛والقرآن يذكّرنا بنعم الله دائما ويطلب منا أن نشكره سبحانه؛
{وإن تَعدّوا نعمةَ اللهِ لاتُحصوها}
[النحل /18]
{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}
﴿البقرة/152﴾
نلتقيهم كل يوم في محيط العمل والشارع و وسائل التواصل الاجتماعي؛ فنجدهم ناكرين لنعمة الله،بل لأنعم الله الكثيرة،عليهم وعلى الناس؛
{وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ}
﴿البقرة/243﴾
{وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
[البقرة/185]
والمنعم يريد أن نشكر نعمه بل يقرن التقوى بالشكر؛
{فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
[آل عمران/123]
{ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
[المائدة/6]
ویخاطب (جلت عظمته) منكري النعمة المتشائمين دائماً، بالقول:
{ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
[البقرة/52]
وبعض من نراهم و نعاشرهم لا تخرج من ألسنهم إلا الكلمات السيئة والطاقة السلبية،والله يخاطبهم؛
{وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ}
[الأعراف/10]
{وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}
[الأعراف/17]
{كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ}
[الأعراف/58]
فمعاشرتهم لا تطاق لأنها تخلق الهمّ والغمّ والجزع وكفران النعمة واليأس و الإحباط عند من يجالسهم أويناقشهم في وسائل التواصل والله لايحبهم بل يثيب من يشكره؛
{وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}
﴿آل عمران/144﴾
{وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ}
﴿آل عمران/145﴾
إنهم مجرد طاقة سلبية
وحياة سوداء اللون وكأنهم لا يرون في الحياة أي نعمة،فالله يذكّرهم بها ويقول:
{وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
(الأنعام/ 99)
نعوذ بالله وإياكم منهم،ونبتهل الى الله بقوله في (النمل/19)؛
{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ٱلَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيّ وَعَلَىٰ وَٰالِدَيّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَٰالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ ٱلصَّٰالِحِينَ}
☆الامين العام
للمجمع الدولي للقرآن
🔰🔰🔰🔰🔰
https://telegram.me/buratha