المقالات

شعاع من إيمان سيد المتقين (ع)

1543 2022-04-22

د.عطور الموسوي ||

 

إنها السنة الأربعون بعد الهجرة النبوية، مسجد  الكوفة والليل قد لملم أطرافه مهرولا قبل وقوع المصيبة، والفجر لاح وَجِلا مما سيقع في تباشير خيطه الأبيض حيث يشج رأس أتقى الأتقياء بسيف أشقى الأشقياء، وتهز كيان مسجد الكوفة تلك الجملة الخالدة :" فزت ورب الكعبة " بلسان ما نطق الا بكلام الله وما قال الا ما يرضي الله وماحكم الا بحكم الله .. بينما يأتي هاتف السماء يهز الأرجاء:  تهدمت والله أركان الهدى، وانقصمت العروة الوثقى...

كيف يكون انقصام العروة وتهدم الدين بفوز علي بالجنة؟ عبارة تحكي فصولا من عمق إيمانه عليه السلام وصبره على الأذى، كيف لا وهو أول من أسلم ومن فدى رسول الله من سيوف عتاة قريش ليلة الهجرة وقد قرروا تقطيعه إربا ليضيع دمه بين القبائل.

لقّنهم أول درس وهم يشهرون سيوفهم المغمسة بسم قاتل يردي هدفهم قتيلا فور ضربه، ما هوت سيوفهم عليه وإنما صرخوا بصوت مفزوع: (علي !!)، نعم علي الذي عرّفهم معنى شجاعة شاب في ربيع عمره أعزلا مجردا من كل سلاح الا إيمانا عميقا يعمر قلبه، وعقيدة ترسخت في روح نقية ما دنستها عبادة الأوثان مثلهم، روحه اطمأنت وعلمت أن الموت في سبيل الله فوز وحياة، علي الذي توالت عليهم دروسه ولكن قل المعتبرون.

 هو ذاته في صحراء بدر يقتل رموز شركهم بذي فقاره بشجاعة هزمت قادتهم العتاة وولوا مدبرين، هو ذاته من تقدم جيش المسلمين في كل واقعة وأقام الاسلام بذي فقاره، إنه قاصم أئمة الشرك والنفاق وهادم قلاع الناكثين والقاسطين والمارقين .

ما هّم عليا أن مات في ليلة الهجرة أو بعد عقود منها، وما همّه إن قطعّته سيوف الشرك المتحالفة مع اليهود، أو شجت رأسه ضربة هذا الدعي الجحود، علي قد حسم أمره بالفوز بالجنة ومنذ يوم مبعث الرسول الأكرم تاجر مع الله وربحت تجارته ولم تبور، عقود عمره الشريفة كان يطويها منتظرا لقاء ربه وقلبه عامر بإيمان من عرف الله حق المعرفة.

ونبقى ننشد نداك ما حيينا فأنت أنت حيا وميتا ..

يا سيد التقوى هب لقلوبنا نفحة من تقاك تثبتها على نهجك .

يا سيد العابدين هب لأنفسنا صبرا على طاعة الله دون رين.

يا سيد الزهد هب لهوانا هدى يرضي الله ويعتقنا من الدنيا.

يا سيد الشجاعة هب لنا ثباتا على الحق مهما كان صعبا.

يا سيد الاحسان هب لنا رحمة تسخي يدنا على المعسرين.

يا سيد البصيرة أضفي على عقولنا فكرا نيرا يصلح شأننا.

يا سيد البلاغة أغدق على ألسنتنا قولا سديدا يعزّ الحق والدين.

يا سيد العدل اجعلنا منصفين وابعدنا عن مواقف الظلم والظالمين .

وكن شفيعنا يوم الدين .. اللهم اني أشهد أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وأن عليا ولي الله فثبتني عليها يوم تزل الاقدام.

الجمعة 20 رمضان 1443

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك