المقالات

وستاف يدافع عن ميكافلي ويبقى التشريع الاسلامي هو الافضل


سامي جواد كاظم ||

 

السياسة بالمفهوم العلماني هي تحقيق الغايات مهما كانت الوسائل وهذا يذكرنا بمبدا سجل باسم ميكافلي الغاية تبرر الوسيلة ، ولكن غوستاف لو بون الفرنسي له راي اخر بالسياسية قد يكون اقرب الى الواقع وهو المطلع على حضارة العرب اي الاسلام بالاختصاص الذي يقرا عنه.

السياة هي القدرة على التشريع والتشريع هي ميزة يختص بها من يدخل عالم السياسة من اجل قيادة المجتمع وماهي مؤهلاته فهذه لا تؤخذ بنظر الاعتبار ، باختصار السياسة هي اسلوب الحكم .

يدافع غوستاف عن ميكافلي ولربما له الحق عندما شوهت سمعة ميكافلي بافكاره الهجينة الخاصة بالسياسة والحكم في كتابه الذي الى الان يطبع وهو الامير ، يقول غوستاف ان العظماء في ايطاليا يجعلون لهم قبورا مميزة وفي مكان مميز وهي كنيسة الصليب المقدس ( سانتا كروشيا) ويكتب عليها اسمهم بالذهب وتحت قبابها قبر فلورنسي قبل اربعة قرون الف اول كتاب عن السياسة وفي نفس الكنيسة قبر نقش عليه فقط (ميكافللي  1527 ) وهذا الاسم لا يبلغ المجد شأوه كما يقول غوستاف

كتاب ميكافلي الذي فيه اسلوب السياسة والحكم واعتبر اسوء كتاب في وقتها الا انه حقيقة عن واقع عاشه المؤلف فهو ايضا تقلد المناصب وما كتبه هو واقع فلورنسيا في ادارة الحكم فهذا هو التراث العلماني ولم يات الرجل بشيء جديد في كتابه بل ترجم واقع السياسة والحكم في بلده وهو بذاته كان يعاني من الظلم والاستبداد والتسلط على الفقراء يقول غوستاف انه الف كتابه في عصر زاهر بالفساد الى درجة من يدعى الى مادبة ياتي بالخمر معه لانه يشك بان صاحب المادبة يضع له السم في الخمرة وما كتبه ميكافلي هو وصف حالة وليس ابتكار اسلوب للحكم ، وحقيقة حكام اغلب ان لم يكن بعض الدول الاسلامية دستورهم هو كتاب الامراء في ادارتهم للبلدان التي يتسلطون عليها

يرى غوستاف ان روح السياسة هو تشريع القوانين لادارة البلد وهنا يتبين التخبط الذي كانت عليه اوربا وتحديدا فرنسا ام العلمانية فقد اشارغوستاف الى كثير من السلبيات في اسلوب التشريع .

هنا يتبين للقارئ اللبيب الى اي مدى عظمة وحنكة الاسلام في اسلوب التشريع ، ففي فرنسا المشرع هو من يتسلط على رقاب الناس وليس لخبرة او كفاءة لديه وعندما يتسلط تكون قوانينه من صلب العادات والاعراف التي هي عليها فرنسا فلا يات بجديد بل يقوم بتقنين عاداتهم ومنها مثلا تقنين عمل المومس والى يومنا هذا عندما تفشى زواج المثل شرعوا قانون له

خلال فترة حكم نابليون الذي اصبح مشرع للقوانين وهو قائد عسكري بسبب قتل الملايين فان قوانينه التي شرعها هي من صلب الواقع المفروض على الشارع الفرنسي بغض  النظر عن سلبياته او ايجابياته وهذا التشريع تحت ذريعة حرية الفرد التي ادت الى جرائم ومظاهرات وفساد خلفت مجتمع همجي اسمه الشعب الفرنسي وكلما تغيرت العادات تغيرت القوانين وعلى هذا المبدا يريدون للتشريع الاسلامي ان يتغير وفق متطلبات العصر دون النظر الى الثوابت

الشارع الاسلامي يدقق في التشريع ولان الاسلام لديه القران والسنة النبوية فانه يتبحر في علومهما لكي يصل الى قانون عادل لا يظلم احد دون الخضوع للعادات والتقاليد التي لها اثر سلبي اما التي لها اثر ايجابي فان الاسلام يدعمها وبقوة وهنا الاختلاف عن المشرع العلماني .واشار ايضا الى الحركات الاشتراكية ونقابات العمال والشورى والقضاء واثبت انها ادوات للهو وليس من ورائها طائل سوى كسب الوقت ، واما انكلترا فليس لها دستور وقانونها شفهي غير مكتوب في ذلك العصر حتى يسمح للحاكم التلاعب بمصير الشعب الانكليزي 

ان مشرعي فرنسا في عصر غوستاف بداية القرن العشرين يراهم انهم لا يتورعون من تشريع الخرافة يقول في كتابه روح السياسة ص (55) جاء في كتب الاقاصيص ان ( سرخس) ساط البحر ( اي ضربه بالسوط) لانه تسبب في غرق سفينته ، وهذا التصرف لا يقبله العقل في عصرنا اي عصر غوستاف الا انه حقيقة عند مشرعي فرنسا ويمكن العمل به وتغيير ما يريدون في المجتمع الفرنسي وفق قوانين هم يشرعوها لاجل غاياتهم في الحكم ، هذا هو اسلوب القيادة في الدولة العلمانية

هنا اختلاف الخطاب الاسلامي عن بقية الايديولوجيات ، وهو من له حق التشريع ؟ وماهي مبادئ التشريع ؟ مهما يكن الجدل فيكفي ان قوانين الاسلام اغلبها قبل 1400 سنة الى اليوم عاملة وبعضها يلجا اليها الغرب خفية مع تغيير بعض العبارات الا ان روح التشريع هو بعينه .

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك