المقالات

هذا ليس تطبيع !!

1845 2022-04-27

عبدالملك سام ||

 

تهرول الأنظمة العربية نحو ما يسمى بالتطبيع، وللأسف رغم أن الأنظمة المهرولة مؤخرا هي ممن يلبسون العقال، إلا أنها اليوم تهرول نحو الكيان الصهيوني دون عقال! والمؤسف أن كلمة "تطبيع" التي تستخدمها هذه الأنظمة لتداري خيبتها عن شعوبها ليست معبرة فعلا عما يجري؛ فالحقيقة أن ما يحدث اليوم هو إنبطاح، وتوطئة لإستقبال الاحتلال بالأحضان، وقد قامت الأنظمة بدور القواد في هذه الصفقة المشبوهة..

التطبيع هو تعبير عن عودة العلاقات بين دولتين أو أكثر بعد زوال سبب المقاطعة، وهو أيضا تعبير عن علاقات متكافئة بين طرفين متنازعين قررا أن تعود العلاقات فيما بينها لمصلحة جميع الأطراف. ولكن ما نشاهده اليوم لا يمكن أن يكون تطبيعا؛ فسبب القطيعة كما نرى لم يحل بعد! بل ما حدث هو أن بعض الأنظمة قررت أن تتخلى - فجأة - عن قضية الأمة المركزية وعن أمنها القومي دون مقابل! كما أننا لا نرى أن هذه الصفقة تحمل فوائد متكافئة للطرفين، ولا هي علاقة طبيعية بين الدول، فما هذه الصفقة الخاسرة التي قامت بها هذه الأنظمة؟!

ما قامت به حقا هذه الأنظمة العميلة هو أنها فتحت أسواقها ومقدراتها للكيان الصهيوني لكي يبيع منتجاته فيها، وسمحت له أيضا أن يجند العملاء دون حرج أو قلق من أن يتم إعتبارهم جواسيس وبشرعية هذه الإتفاقيات! وقدمت له خدمات جليلة ليتمدد في المنطقة كما لم يحلم صهيوني من قبل؛ فهذا الكيان الخبيث - ومنذ نشأته - لم يخف يوما حلمه الشرير بأن يحتل كل المنطقة، ورغم هذا رأينا هذه الأنظمة تقدم له كل هذه التنازلات دون أي مقابل معقول!

هذه الصفقات المشبوهة تؤكد ما ذهب إليه البعض من إعتبار العائلات التي تحكم الشعوب العربية بأنها عائلات يهودية الأصل، وأن بريطانيا يوم وضعتها على سدة حكم الشعوب العربية تعمدت ذلك لتسهل على الكيان الإسرائيلي فيما بعد السيطرة على هذه الدول ومقدراتها؛ فبالنظر لما يتم اليوم نرى أن شعوب هذه الدول لن تحصل على مقابل يذكر مقابل هذه الصفقات!!

بمعنى آخر، فهذه الأنظمة الخائنة قدمت كل شيء مقابل لا شيء! ولا يحتاج الشخص الواعي أن ينتظر ليرى النتائج التي ستترتب على هذه الصفقات، ومن المؤسف أن نرى الإسرائيليين اليوم لا يكلفون أنفسهم عناء إخفاء سخريتهم من هذه الأنظمة المنبطحة في تعليقاتهم! فهم يهللون لما يجري مندهشين من غباء وسقوط هذه الأنظمة، بينما الفلسطينيون وباقي الشعوب العربية والإسلامية يراقبون ما يحدث بدهشة وإشمئزاز!!

لو أعتقدت أنظمة العمالة أن ما يحدث سيضر بالفلسطينيين فهي واهمة، بل على العكس فهذا الأمر سينهي أي خلاف فلسطيني؛ فليس هناك شعب يقبل أن يعاني إلى ما لا نهاية ، وكل من أعتقد أن أسلوب المفاوضات السابق سيؤدي لنتيجة سيصحو من الوهم، وهذه الصفقات ستظهر العدو من الصديق، وستؤدي أيضا لإصطفاف الشعوب مع مشروع المقاومة لتحافظ على مقدساتها ومصالحها، ومع الأيام ستظهر نتائج هذه الصفقات المخزية في الدول التي وافقت عليها، وكل من يطبل لهذه الصفقات اليوم سيجد أبنه مستقبلا وهو يلعن غباء أبوه وسوء موقفه.. والعاقبة للمتقين.

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك