المقالات

سألو الحكيم...!

1765 2022-05-01

كندي الزهيري||

 

في زمن من الازمنة في بقعة ما، كان هناك حكيم ولديه تلاميذ، سألوه يوما ما؟... يا حكيم نسالك ونود الاجابة !، قال؛ تفضلوا... قالو؛ يا حكيم صف لنا الانسان، ثم قل لنا من الناجي،و ما الذي  ابكاك؟. قال الحكيم؛ اما وصفي للإنسان، مخلوق عجيب ومغرور، طويل الامل، كثير العلل، قليل الصبر، ساع في الدنيا كأنها دائمة، يحكم على الظن، ويتبع الهوى، حريصا على الدنيا كحرص الام على ابنها، تذله الحاجة، حدود امله لحدود قبره، يرى نفسه قوي فيذله ما لا يرى بالعين، يدعي الملك وهو لا يملك نفسة، يرى الالوان فينغر بها فيسير خلفها كسير الاعمى، اضاع عقله ووقع في فكرة، اذا مسه الخير طغى ومنع، وان مسه الشر جزع، جاحد بالنعم، قليل الذكر، كثير النسيان والقفلة، اشترى دنياه باخرته، يسعى في الفاني وترك الباقي ، يكره الحق ويحب الفتنة، يعتقد بأن هذه اخر حياة له بقوله ((قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)) نسى وتناسى بانه خلقا من العدم للوجود من نطفة امشاج ونسى مقدرة خالقة ((قُلْ يحيها الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ)). اما من ينجوا  من الناس فهم، من اهتدى الى ركنا وثيق، ورضا بالرحمن ربا، وتبع رسله وصدق بما جاؤوا  به وسار على نهجهم، ومن تمسك بحبل الله المتين وهم اوصياء الانبياء، ومن تزود بالتقوى، ونظر في لله وتوكل على الله، من يرى بان الدنيا دار ممر لا دار مستقر، فينظر الى مكانه الابدي والسرمدي فيعمل الآجلة، لا يتسابق على حطامها، ولا يتبع الهوى، يستثمر وقته في صقل نفسة، حاجته عنده الله عز وجل، كريم النفس، عزيز اين ما حل، لا يخرج منه الا الجميل، ولا يسكت الا عن حكمة، ساعيا في مدارات الاخوان، ونشر الفضائل والصدق بين الناس، اذا رأى الحق اظهره واتبعه. ثم قال ما ابكاني اربع اصناف ، من قدم اخرته على دنيا، فخسر دنياه واخرته. وحاكم تسلط على رقاب الناس، نشر الفساد، وهتك الحرمات، تكبر وتجبر، حتى ظن لا احد عليه بمسيطر، فهلك ولم يعتبر من الماضي وما آلت الية حكم الملوك السابقين ونهاياتهم. وقوم  وضع الجاهل  موضع العالم فتبعوه، فسلك بهم مسالك المهالك، واغرقهم  في بحر الظلمات، ثم تبرأ منهم كما تبرأ الشيطان من الانسان حين اتبعه. وقوم اخذهم جهلهم الى الغرور وانكار اصلهم، وفضل ربهم عليهم، فحق عليهم العذاب. {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك