المقالات

الأعياد والإنسداد..!

1350 2022-05-06

 واثق الجابري ||   تحتاج الأوضاع السياسية في العراق، لمراجعة واقعية وسريعة، تنقله من حالة الإنسداد الى الإنفراج،  ومن الجمود الى الحراك ومن التقاطع والكسر الى التفاهم، وفي ظل أجواء عيد الفطر المبارك، الذي يوجب  تصالح المختصمين، فكيف إذا كان بين جهات سياسية خلافاتها على المناهج ومشتركاتها كثيرة!  لكن عملية الكسر السياسي هي الواضحة، وأنها لا تبني بلد ولا تحقق هدف.. رغم أن المشهد السياسي، لا يتحمل مزيد من المجازفات والمغامرات، وما يزال ملتكأ بعد 7 أشهر من الإنتخابات المبكرة، وإهمال دوافع التبكير، وما كلف الدولة من جهد ومال، ورغبة شعبية بتشكيل حكومة متماسكة قوية، تؤسس لإستقرار سياسي. بعد كل إنتخابات، تحدث خروقات دستورية وعدم إلتزام بالمواقيت، وتنعكس بشكل مباشر على الشعب كلما تأخر تشكيل الحكومة، مما يدل على وجود مشكلة بنيوية في النظام السياسي، وبدل أن تكون الإنتخابات حلا، تضيف لنا مشكلة جديدة، وبدل إعادة الثقة بالعملية السياسية، وإنتهاج خطوات الى الأمام وتلافي الأخطاء السابقة، فذات الأخطاء تتزايد  وتوسع الهوة بين الشعب وساسته ونظامه السياسي، ويتزايد السخط الشعبي، وتضاف تحديات جديدة لقائمة طويلة من الإرباكات. لابد من الإعتراف بالمعطيات المربكة والظروف المعقدة، لكن الإنسداد السياسي سيزيدها إرباك، وفتح باب الأزمات أمام واقع خدمي وإقتصادي مرهق، وفسح المجال لتجذر الفساد، وتتدنى سقوف مطالب الشعب بأقل من أبسط الحقوق، وكنتيجة لإتخاذ بعض القوى مواقف سابقة فيما بينها، وعدم وضعها مصلحة العراق فوق كل الإعتبارات، الإّ أذا فتحت القوى قلوبها لبعضها بواقعية لإنتاج معادلة سياسية ، توفر بيئة مطمئنة وحكومة قوية تحقق رغبات الشعب، وبتحالفات متوازنة لا تتخطى حقوق المكونات، ومن الكتلة الأكبر التي تنبثق من المكون الأكبر، ومثلما كانت الإصطفافات السابقة تزيد من التعقيد، فالأغلبية أن لم تراعي أغلبية المكونات لن تنجح، وحكومة تقوم على الكسر والإقصاء والتفرد، لن تستمر ولا تقدم لشعبها. إن التحديات تفرض تشخيصاّ بحجمها، وواقعية في الأطروحات، وتبني منهج التراكم الإصلاحي، والركيزة الأساس إستقرار الحكومة، ثم الشروع بالبرامج حسب الأولويات، ومجابهة التحديات ضمن فترات زمنية، تلزم بها الحكومة القادمة وتحاسب عليها، والعراق مقبل على أزمات أقتصادية وبيئية خطيرة، وزيادة تصحر مع زيادة سكانية، وقطاعات مهمة كالصحة والتربية والزراعة والتعليم تحتاج تكاتف سياسي، ناهيك عن جرائم العنف الأسري والمجتمعي، وتزايد حالات الإنتحار،  وتعلقها بتعاطي المخدرات بين الشباب، وغياب رقابة مواقع التواصل الإجتماعي، التي صارت تهدد العائلة، مع غياب الإهتمام بهذه الملفات والإنشغال بالصراعات السياسية. بناء الدولة يبدأ من الأسرة والمجتمع، والقادة الحقيقيون من ينطلقون من المجتمع، ويعدون الخطط التي تعني بالإصلاح المجتمعي، وتوفير الخدمات التي تلامس الحياة اليومية، وجعلها بوصلة العمل السياسي؛ بدل الإتهامات والتأويلات والتنصل من المسؤولية، بالتسليم لما يجري وإنتظار حلول الخارج، والإستمرار بالتقطاع والتنافر، وتهديد الديمقراطية وعدم إحترام الدستور والتداول السلمي للسلطة، والدولة والحكومة ترتكز على الشعب، وعيد الفطر المبارك فرصة للحلول الواقعية، وعادة خلافاتنا تذيبها الأعياد.. فأين هي الأعياد من هذا الإنسداد؟ 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك