الشيخ محمد الربيعي ||
تمُر عليَّ لحظاتٌ أجِد نفسي أسعد النَّاس بك، وأرضَاهم بقدومِك، أجِد نفسي وقَد رزقني الله بك، فكنتِ – ولا زلتِ سِر سعادتي، وسبيلَ بهجتي، فكم من مَرةٍ أيقظتك بعد سبات عميق لأسمع صوتك! وكم مِن مرة أخذتُ ألاعبك لأسْمع ضِحكتكِ الرنَّانة! واستمتعُ بمنظركِ وأنتِ تتقَلَّبين بين يَديَّ سَعادةً وبهجةً، كم من مرة أَبَيتِ إلا أن أحمِلك على عَاتقي، وقد أثقلْتيه لثقلك، وكَم مرةٍ أَبَيتِ إلا أنْ أكونَ أنا من ويصحَبكِ في خَلواتك، ولطَالما امتلأتُ سعادةً وبهجةً وفرحًا بذلك، زِدّتُ ارتباطًا بك، وازددتِ ارتباطًا وتعلقًا بي، تمر الأيَّام وتكبرين معَها، ويزدادُ تعلقك بي، فقد رأيت فيكِ أمانيَّ العِذَاب، وأحلامي الجميلة.
ولأنَّك بعضِي، بل أجمل مَا فيَّ، ولأنَّك أيَّامي الحُلوة، وليالي الجَميلة، ولأني أحُبُّك أكثر من نفْسي، ولأنني لا أرجو من حياتي إلا سَعادتك، وهُدوء بالَكِ وراحتك، ولأنَّني أخشَى عَليك – وأنتِ في زهرةِ عمرك، وريعَان شبابَك، فاعلمي يا بُنيَّتي… أن كلماتي تلكَ هي لأنَّي أحُبُّك أكثر من رُوحِي، فكُوني يا بُنيَّتي مثالاً يُقْتدى به باخلاقك و حجابك و عبادتك و مولاتك لنبي الخاتم محمد ( ص ) و اهل بيته الكرام البررته ( ع ) ، وان تكوني من المنتظرات الصالحات لولي الامر الحجة بن الحسن المهدي ( ع ) ، و الذي ارجوه اكثر منك الخروج من دائرة الانتظار ، الى دائرة الاكثر شمولا و رضا لله تعالى و صاحب الامر ( ع ) وهي دائرة التمهيد فتكوني من الممهدات الداخلات في قائمة الفاضلات الصالحات العابدات المتقيات الرساليات قائمة الانتصار ( 313 ) ، قائمة انصار الامام الحجة ( ع ) .
واعلَمي أن ذاك لا يكون إلا بتوفيق الله لك، ثم بإرادتَك ورغبتك، ولن تكونَ الأولى إلا إذا تحققت الثَّانية، فتوفيقُ الله لك مرهونٌ بها، متوقفٌ عليها.
واما رغبتك في التخَلُّص من العاَدات التي لا ترغبين بها إنما هو مَرهون بإرادتك، فإن أردت ذلك فعَليكِ بما أنصحك بِه:
إخلاص القَصد والنية لله – سبحَانه وتعالى- وحُسْن التوجُّه إليه.
عَزمك وإرادتك في تغيير تلك العَادات، وتعديل ما لم يحسُن من الأخْلاق.
حَدِّدي ما ترغبين في تغييره وتعديله، واكتبيه في قائمة وابدَئي بالأولى في التَّغيير.
اكتبي هَدفك في سَطرٍ واحدٍ، وحدِّدي لنفسِك أسبوعًا واحدًا للتغيير.
اكتبي خمسَة أفعالٍ ترينَ أنها مناسبةً لتعديل ما أردت وتغيير ِما ترغبينَ في تغييره.
قومِي بتقييم أفعالك بنهاية يوم الجُمُعَة، وأرجو أن تكوني قَد وفقكِ الله في سعيَك.
واعلمي يا بُنيَّتي أن كَسْب القُلوب خَير من كسب المواقِف، فأحذري يا غاليتي من ارتفاعُ صُوتك على والدتك، وقسوتك مع أخَواتك في تعامِلك معهم يفوُّتُ عليك من الفرصِ الكثيرَ منها التقرب الى الله تعالى ووليه صاحب الامر عجل الله فرجه ، وكذلك سيكون سببا لبناء بينك وبين الآخَرين حواجِز أخْشى – مع مُرور الأيَّام – ألا تتمَكَّني من إزالتِها.
بُنيَّتي..كُوني عظيمةً بأخلاقك، عَالية بتواضُعك، كبيرةً برعايتك للآخرين، جميلةً بسمُوِّك عنِ الدنايا، مبتسمةً بشُوشةً، لا تحرصِين على فرضِ رأيَّك وإن كَان صُوابًا، بل كُوني حَريصةً على إقناعِ الآخَرين به، وإن أردت حُبّ الآخَرين لَك، والتفَافِهم حَولَك، والاقتداءِ بِك، فابذلي ممَّا تملكِين، واجْعلي الإيثَار شِعَارك، وتنَازَلي عَن بعض ما في يَدكِ تكْسبي القلُوب، وانتبهِي جَيَّدًا إلى الحكمة القَائلة: ( ما عَاشَ من عَاش لنفْسِه ) .
بنيتي كوني بارّةً بوالديك
بُنيَّتي.. اجعلِي رضَا والدَيك أمَام عينيك ماثلاً، وعلى الدوام حاضرًا، فهما جنتك ونارك، وليكن شعارك ( بأخلاقي وقيمي أنال رضا ربي ) وكوني على يَقين أنَّ الله يرعَاك، وأني لا أرجُو إلا كُلُّ خَيرٍ لك، وأنْ تكُوني عَلامة على الأخْلاق النبِيلة والقِيَم السَّامية.
ابنتي كوني على دوام داعية الله عز وجل بدعاء :
( اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى أبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة من ساعات الليل والنهار وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا أرحم الراحمين.. ) .
حفظك الله ويرعاك ويسدد خطاك
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق واهله