المقالات

الامام الصادق (ع) علمه صادق


سامي جواد كاظم ||   الفترة التي عاشها الامام الصادق عليه السلام كانت كفيلة بان يستغلها الامام اقصى استغلال لاظهار علوم اهل البيت وعمق الرسالة المحمدية ( الفترة بين سقوط حكم الامويين وانتصار حكم العباسيين) ، فقد وضع الاسس لكثير من العلوم واغلبها يتم استنباطها من صلب رواياته واحاديث وحتى صمته فالقاعدة التي تستنبط من الحديث تفتح افقا واسعا لعلوم شتى ولمختلف العصور وتكون الاساس المتين لاستنتاجات عقلية شرعية مع عدم غياب العامل الروحي . وهنالك مسائل خلفت الجدل بين العلماء والفلاسفة للركون الى الصحيح منها ومنهم من يضع قاعدة ما لتفكيره وعندما تكون المسالة تتعلق بالتفكير والايمان والصح والخطا فان الخطاب الاسلامي لم يغفل عنها اطلاقا سواء كان بالقران او السنة او خطاب الائمة المعصومين فكلهم يصبون في بودقة الاسلام الصحيح . ولاننا نعيش مناسبة استشهاد الامام الصادق عليه السلام لذا اثرت ان اسلط الضوء على قطرة من علومه قد تكون سجلت باسم غيره ولكن الغاية هي التاكيد على ان اصل العلوم هي اسلامية . مسالة الالحاد مسالة لها تاريخها مع انبعاث الرسالة وقبلها والى يومنا هذا فلكل فترة تاريخها في الجدل الفيلسوف والمفكر الفرنسي بليز باسكال (1623 - 1662)، فيزيائي ورياضي وفيلسوف فرنسي يعني ولادته في القرن الحادي عشر الهجري يقول في كتابه الخواطر بخصوص الايمان وعدم الايمان وهو مثار جدل يقول: اما ان الله موجود او غير موجود ولا يملك العقل وحده ان يحسم هذا الامر ما دام الاختيار هنا لابد منه فلننظر اليه على ان رهان اذا راهنت على ان الله موجود وسلكت في حياتك وفقا لذلك ثم ربحت ربحت نعيما ابديا ، اما اذا خسرت ( اي ثبت عدم وجود الله ) فلن تخسر شيئا يذكر وراي باسكال هذا مثير للجدل من قبل العلماء والفلاسفة الذين عاصروه ولكنهم لم يستطيعوا رده هل باسكال اول من وضع هذا الاساس المنطقي ؟ كلا ... الشاعر ابو العلاء المعري ( 973 ـ 1057 ) يقول قـالَ المُـنَجِّمُ وَالطَبيبُ كِلاهُما     لا تُحشَرُ الأَجسادُ قُلتُ إِلَيكُما إِن صَـحَّ قَـولُكُـمـا فَـلَسـتُ بِخاسِرٍ     أَو صَـحَّ قَـولي فَالخُسارُ عَلَيكُما وهذان البيتان هو من صلب ما ادعاه باسكال قبل باسكال ، ولكنني كما اشرت انفا ان للخطاب الاسلامي السبق في هذه العلوم ولناخذ ما تطرق لهذه المسالة الجدلية الامام الصادق عليه السلام ( 57 ـ 148) يقول ابن ابي العوجاء ( ملحد ) : جلست إليه اي الى الامام الصادق عليه السلام ، فلما لم يبق عنده أحد غيري، ابتدأني فقال: إن يكن الأمر على ما يقول هؤلاء، وهو على ما يقولون ـ يعني أهل الطواف ـ فقد سلموا وعطبتم، وإن يكن الأمر كما تقولون وليس هو كما تقولون، فقد استويتم وهم. فقلت: يرحمك الله، وأي شيء نقول، وأي شيء يقولون؟ ما قولي وقولهم إلا واحد. فقال: وكيف يكون قولك وقولهم واحد، وهم يقولون إن لهم معاداً وثواباً وعقاباً، ويدينون يأن للسماء إلهاً وإنها عمران، وأنتم تزعمون ان السماء خراب ليس فيها أحد. وملخصه ان صدق المؤمنون بالله عز وجل فقد فازوا وخسرتم وان لم يصدقوا فلم يخسروا . هنالك من يحاول ان يخضع المسالة للجدل العقلي المادي دون النظر الى الفطرة كما يدعي وليم كليفورد بان اثبات الايمان بهذه الطريقة تذهب قداسته ولذته لانه مستبعدا الاثر الروحي المعنوي في الايمان وليس كل ما لم يستطع العقل اثابته هو عدم ، وهذا الموضوع له حيثياته وتفرعاته وينتهي بما تسكن اليه النفس ، هنالك ملياردير حقق ثروة طائلة واشبع كل غرائزه بحيث لا يعصيه ما يريده ثم جلس مفكرا ، ثم ماذا بعد ان حقق ما يريد ، فقط سال نفسه هذا السؤال فوجد قلبه يدله على الايمان بالله عز وجل فمهما امتلات النفس يبقى للايمان فراغ روحي بالمعنى الاصح للروح وجود معنوي يؤثر على الجسد المادي ومن هو عديم الفطرة لا يلتفت الى هذه النعمة الالهية   
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك