المقالات

حروب مفتعلة لحكم العالم..


 نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

عندما نتابع وسائل الاعلام بشكل عام ومشاهدة الإعلام العربي بشكل خاص، يتم ترديد أقوال بايدن هو سبب الحرب وأطراف أخرى تقول بوتين سبب الحرب، وفي الواقع ان مانراه صراع حلف الشمال الأطلسي ودخوله بحرب ضد روسيا من خلال إذكاء الصراع مابين أوكرانيا وروسيا، الروابط الدينية والقومية واللغوية مابين الشعب الروسي والشعب الاوكراني قوية وجيدة، لكن تم دعم عناصر يمينية متطرفة ضد روسيا مستغلين وجود صراع حدودي بين البلدين كان ولازال ممكن التوصل إلى اتفاق سلام يجنب أوكرانيا والبشرية ويلات الحروب، بسبب الصراع ارتفعت اسعار المواد الغذائية إلى أضعاف مضاعفة، من يتحمل الاعباء المواطن الأوروبي والاوكراني والروسي والعربي والافريقي البسيط، ارتفعت اسعار الحبوب والغاز والبترول، ندخل مساء إلى السوبر ماركت وندخل في اليوم الثاني لنفس السوبر ماركت نجد الأسعار مرتفعة بشكل كبير.

نسمع تحليلات المحللين بكل القنوات التلفزيونية وفي مواقع التواصل وفي أحاديث عامة الناس الخاصة مَن المسؤول عن بدء الحرب، وهناك من يسأل سؤال عفوي الحرب اشتعلت مابين روسيا واوكرانيا لكن من هو  المسؤول عن إدامة هذه الحرب، وهل هناك جهات دولية من مصلحتها استمرار القتال ولايعملون على ايقافها لأسباب تتعلق بمصالحهم، بوتين زعيم قوة نووية عظمى شعر بوجود مخاطر تهدد وجود ومكانة روسيا لذلك  قام باجتياح عسكري وصفه بمعملية محدودة لنزع سلاح أوكرانيا، المتابع للتصريحات الغربية وخاصة تصريحات بايدن بات يصرح بالعلن لا يخفى دوره المباشر والملح في دعم هذه الحرب، بدءاً من التبشير بها قبل أن تبدأ ثم استقرار الدور على توفير كل ما من شأنه استنزاف روسيا، حتى لو أدى ذلك إلى تدمير أوكرانيا وزعزعة السلم في  أوروبا والعالم.

الكثير من المحللين يحملون  بوتين مسؤولية إعلان الحرب والتي تريد منها أمريكا جعل أوكرانيا ساحة إلى أضعاف روسيا واستنزافها، يعتقد الكثير من المحللين أن بوتين وقع في خطأ عندما امر في انطلاق العملية العسكرية المحدودة، بغض النظر عن أقوال المحللين والمتابعين في القول حول تورط الروسي في الحرب، جو بايدن في أحداث أوكرانيا هيّأ المسرحية بشكل محترف استطاع جمع أوروبا لخوض صراع مع روسيا في الاراضي الاوكرانية، شعوب أوروبا خسرت الكثير من الاقتصاد والمستفيد  الأول والأخير ليس الاوروبيين وإنما جو بايدن داعم الديمقراطيات وخاصة نموذج الديمقراطية الأفغانية عندما سلم الشعب الأفغاني الى ابشع حركة إرهابية ظلامية وهي حركة طالبان الظلامية، في وقت عجز جو بايدن ان يتعايش مع ترامب زعيم الحزب الجمهوري الأمريكي، جو بايدن يغدق  في تخصيص الأموال الضخمة إلى اوكرانيا، اتخذ قرار بتقديم دعم مالي بسيط بمبلغ أربعين مليار دولار ناهيكم عن الدعم الأوروبي الهائل إلى اوكرانيا، تم استقبل اكثر من ست ملايين مواطن اوكراني كلاجئين مميزين في دول أوروبا الغربية، لاجىء يتمتع في خدمات تفوق مايحصل عليه المواطنين الاوربيون في بلدانهم، امريكا استعادة النفوذ  لأميركا  اكثر مما كان موجود اصلا في أوروبا الغربية، دول أوروبا عادة بشكل مطيع إلى العودة لبيت الطاعة الامريكي، امريكا تحارب روسيا في اقتصاديات اوروبا، بايدن أدخل العالم كله في صراع  عسكري ربما يؤدي ذلك لوقوع حرب نووية مدمرة غير مسبوقة في التاريخ، أيضا هناك توجهات لاشعال صراع في تايوان وكوريا الشمالية، بايدن في حملته الانتخابية أظهر نفسه رجل سلام وناشر للديمقراطية واذا به يسلم الشعب الأفغاني إلى أسوأ حركة إرهابية بالتاريخ وهي حركة طالبان.

 بايدن وحزبه الديمقراطيون في حملتهم الانتخابية  يترصدون ترمب، ويصفوه في انه يهدد السلم العالمي ويترصدون  كل تصريح يصدر من ترامب، واعطوا وعود ان بوصول بايدن يعم الأمن والسلام بالعالم، حتى أصبح جو بايدن من العشرة المبشرين بالجنة، ياسبحان الله يشبه الكثير منهم في اشعال الحروب واتباع أساليب الغدر، الصورة الإيجابية التي قدمها بايدن وحزبه الديمقراطي أثناء الحملة الانتخابية للعالم بالواقع العملي أثبتت أن ماقام به بايدن أسوأ مما قام به ترامب، بل ترامب ارحم وأفضل منه مليون مرة، يكفي سلم طالبان شعب افغانستان الذي تم خداعه بمشروع الديمقراطية وقدم عشرات آلاف الشهداء لتعزيز الحكم الديمقراطي، النتيجة باعهم إلى طالبان بثمن بخس مقابل تعهد شفهي من طالبان في تبني نهج ديمقراطي مكذوب مع الشعب الأفغاني.

العالم معرض لوقوع حرب نووية، أصبح العالم بيد ثلاثة لاعبين، بايدن صهر فرنسا وبريطانيا وكل أوروبا تحت مظلته، يقابله اللاعب الروسي واللاعب الصيني، اللاعبين الثلاثة الكبار هم  الذين يتحكمون في مصير العالم، مانراه للأسف خرجت الأمور من الأوضاع المألوفة السابقة في اتفاق اللاعبين الخمسة الكبار في تقاسم النفوذ بالعالم بدون إقصاء احد واقتربنا نحو حرب ليست ساخنة تقليدية وإنما هناك مخاطر وقوع حرب نووية لاتبقي ولاتذر كل البشرية تتعرض للخطر والقتل

والدمار، ابتعد اللاعبين الثلاثة وتحالفاتهم عن منطق اتباع السبل الدبلوماسية والتسويات السلمية المعتاد عليها سابقا،  نعم  يقترب اللاعبين الثلاثة الكبار إلى  منطقة الحرب المدمرة، لذلك حرب أوكرانيا هي حرب عالمية مابين الناتو وروسيا مضاف لذلك العملاق الصيني يتوجس أن ما بعد روسيا هو المستهدف، لذلك الحرب النووية قادمة بظل الإصرار على إطالة حرب أوكرانيا وعدم التفكير في إيجاد حلول سلمية.

 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

28/5/2022

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك