حمزة مصطفى ||
لم يكف السياسيون العراقيون عن مواصلة حواراتهم. واضح إنهم لم يملوا,ويبدو إنهم لن يملوا. الشعب ينتظر وواضح إنه مل, وعلى الأرجح إنه سوف يعبر عن هذا الملل بطريقة ما . هل ينتبه السياسيون لمايجري ؟
من الواضح إنهم لم ينتبهوا. أو ربما عين بعضهم بصيرة وأيديهم قصيرة. الشعب من جانبه لم يعد يعبأ للحوار الممل الذي يبحث فيه الزعماء "آخر المستجدات". بصراحة هذا الحوار على هذه الشاكلة أصبح فطيرا.المبادرات أيضا صارت ماصخة. في مقابل ذلك ثمة صيغة رفض لما يجري.
هل يتطور هذا الرفض لما يجري؟ ربما. هل هناك من يمكنه ضبط إيقاع ماقد يجري؟ ربما؟ كيف يا أيها المتبطر الكثير الأسئلة المتفلسف برأسنا؟ هكذا وصفني أحد الزملاء طالبا مني معرفة عدد ركاب سفينة نوح حتى يجيب على أسئلتي. المحصلة فيما أرى وربما يرى معي كبار القلقين في الأمم المتحدة من كوفي عنان الى بان كي مون الى غوتيرش (يرهمون خوش كتاب .. شخصيات قلقة في الأمم المتحدة) أن كل مايجري يراد التعبير عنه بمفردة واحدة هي "كافي".
والـ "الكافي" هذه تضع الجميع أمام مسؤولياتهم. الطبقة السياسية أمام مسؤولياتها حيال خرقها الدستور علنا, جهارا نهارا بينما لايصدر بيان عنها دون ذكر للإستحقاقات الدستورية. كما تضع هذه المفردة الواحدة الشعب أمام مسؤوليته التاريخية كونه هو وحده مصدر السلطات.
ماذا يعني مصدر السلطات؟ من رخصة صديقي الذي سألني عن عدد ركاب سفينة هذا آخر سؤال أطرحه.. ولكي أجيب على هذا السؤال لابد أن أحكي بالقلم العريض. اليس الشعب من أنتخب البرلمان.
أعترف إنني خرقت الإتفاق (هي ظالة علي). إذن الشعب هو من يمتلك الشرعية في الإنتخاب وفي سحب الإنتخاب. السلطة بيده شريطة أن لاتتعدى حدود القانون الذي تمثله السلطة القضائية التي أكاد أجزم إنها غير راضية عمايجري. فما يجري ينطوي على إحراج كبير لها. ماهو الحل؟ القضاء هو السلطة الوحيدة كاملة الصلاحيات الآن.
ربما هناك من يقول لي البرلمان منتخب وبالتالي يملك السلطة. نعم صحيح لكنها مشروطة بقيامه بواجباته ومن أهم واجباته تطبيق الدستور بدء من إنتخاب رئيس الجمهورية وتحديد الكتلة الأكبر لتشكيل الحكومة. ولأن هذا لم يحصل منذ سبعة شهور فإن من حق الشعب أن يقول .. كافي, كافي عاد.
https://telegram.me/buratha