د. هيثم الخزعلي ||
طرح سماحة الشيخ قيس الخزعلي مبادرة اقتصادية لمعالجة الازمة الغذائية المتعلقة بالمحاصيل الاستراتيجية، (الحنطة والشعير )، المحاصيل التي تمثل الأمن الغذائي للمواطن.
هذه الازمة التي بدأت مع الحرب الروسية الاوكرانية التي حرمت السوق العالمي من ٢٨٪ من محصول القمح الذي ينتجه البلدان.
ومن المتوقع ان تزداد هذه الازمة مع امتداد فترة الصراع، وميل بعض الدول المنتجة لمنع تصدير هذه المحاصيل كما فعلت الهند.
ونتيجة للجهل وسوء التقدير وعدم استشراف المستقبل فأن وزارة الزراعة العراقية كانت قد قلصت الخطة الزراعية ٥٠٪ مما زاد الطين بلة ودق جرس الانذار مع ارتفاع أسعار هذه المحاصيل.
وجاءت مبادرة الشيخ الخزعلي لوضع حلول واقعية لهذه الازمة محليا، واستندت الى ركيزتين:-
١) توزيع الاموال المخصصة للبطاقة التموينية على المواطنين مباشرة، مع إعفاء هذه السلع من الكمارك والضرائب وضبط ومراقبة الأسعار.
وهنا تكمن عدة ايجابيات :-
أ-"آن توزيع الاموال سيؤدي لزيادة الطلب مما يعني تحريك عجلة الاقتصاد والخروج من حالة التضخم الركودي التي يعاني منها السوق العراقي خصوصا مع مراقبة ومنع رفع الأسعار.
ب- زيادة الدخل الحقيقي للمواطن والذي تعرض للانخفاض نتيجة رفع سعر صرف الدولار بحيث يزداد دخله النقدي مع منع رفع اسعار السلع والمواد الغذائية.
ج- تقليل نسبة الفقر التي وصلت إلى ٣٢٪ في العراق والي ٥٠ و٥١ و٥٢ ٪في بعض المحافظات الجنوبية.
د- تقليل نسب البطالة التي بلغت ٢٧٪ مع زيادة الطلب على استيراد وبيع المواد الغذائية وزيادة الطلب على باقي السلع نتيجة لتوفر الاموال مما يعني توسع في الأعمال وزيادة الطلب على الأيدي العاملة.
اما فيما يتعلق بالركيزة الثانية
٢) دعم الفلاح العراقي بالمكائن والمرشات وحفر الابار وتوفير البذور والاسمدة وشراء الدولة للمنتج بأسعار مرتفعة.
فهنا عدة ايجابيات :-
أ- توجيه الاموال للاستثمار بدل الاستهلاك.
ب-ايجاد وتوسيع المصادر الزراعية الوطنية وتقليل الاعتماد على الخارج.
ج- تقليل الاستيراد والاحتفاظ بالعملة الصعبة داخل البلد كاحتياط نقدي.
د- خلق آلاف فرص العمل في حفر الابار والاستثمار الزراعي.
و- تشجيع الفلاحين على زيادة الاراضي المزروعة.
ومع كل هذه الإيجابيات التي تحفظ اموال العراق وتغلق منافذ الفساد وتوجد حلول حقيقية للازمة الغذائية الحالية نتمنى أن توفق الحكومة والبرلمان بأعتماد هذه المبادرة الطيبة، لان فوائض اسعار النفط ممكن ان تزداد في الفترة المقبلة مع وصول اسعار النفط إلى ١٢٠$ للبرميل، ويمكن آن تكون بداية للتخلص من الديون والاستثمار بصندوق سيادي يحفظ مستقبل الاجيال القادمة...
ولله الأمر من قبل ومن بعد
١-٦-٢٠٢٢
https://telegram.me/buratha