المقالات

صواريخ أمريكا الذكية ..

1325 2022-06-05

ا.د جهاد كاظم العكيلي ||

 

يبدو أن هوس السياسة الأمريكية التي تستند على إشعال فتيل القتل والعنف والتعامل مع الدول بمنطق القوة اللامحدود، لا يزال ساري المفعول في عقول الرؤساء الأمريكيين كمنهج ثابت لا يُمكن التخلي عنه لحساب الدبلوماسية التي يفترض أن تسود في التعامل الدولي ..

فهذا الرئيس الأمريكي جو بايدن، طار عقله وفقد التوازن أمس الأول وهو يدلي بتصريحات لا تخرج عن إطار الهوس السياسي إزاء التدخل الروسي في أوكرانيا، وقبله كان الرئيس الاسبق بوش الابن  قال في خطاب متلفز قبل أسابيع وهو، يتحدث أيضا عن الغزو الروسي بقوله، أن العدوان الأمريكي على العراق وصفه (بالغزو الوحشي،  وهو كان يقصد عدوان روسيا على أوكرانيا  بالغزو الوحشي..

وبايدن هذا كان قد أستبعد في وقت سابق تسليم أوكرانيا أنظمة قاذفات وصواريخ ذكية بعيدة المدى قادرة على بلوغ روسيا، لكنه عاد يؤكد من جديد، أن بلاده ستزود أوكرانيا بصواريخ ذكية قد يصل مداها إلى عمق الأراضي الروسية، لكنه حث أوكرانيا على عدم إستخدامها ضد روسيا ..

أي تناقض هذا..

وفي مقابل هذا تعيش دول اروبا وهي الحليفة لأمريكا بقلق وخوف من واقع إقتصادي غامض مرتبط بواقع الحرب الروسية ــ الأوكرانية التي تدور رحاها في المحيط الاوربي، وصارت مشكلة أوكرانيا تخضع بين الدول الأوربية إلى عوامل الشد والجذب بعضها إيجابي وأخرى سلبية، فالحكومة البريطانية مثلا تبرر فشل سياستها الإقتصادية بسبب الحرب الروسية ــ الأوكرانية، فيما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إتجه لإستغلال ظرف هذه الحرب ليقوي حزيه وشعبيته للظفر بولاية رئاسية جديدة على قاعدة المثل الذي يُفيد (مصائب قوم عند قوم فوائد) ..  وفي هذا السياق تريد أمريكا الحصول على المزيد من الغنائم بمفردها وهي تعلم تماما أنها قارة لوحدها لا تمسها شرارة الحروب ومنها شرارة الحرب الروسية ــ الأوكرانية التي تدور رحاها في المحيط الأوربي ..

إن هَوَس السياسة الأمريكية هذا، وفر لها ولساستها قدرات خاصة بإشعال الفتن والنار إينما تريد تفعل، مثلما فعلت ذلك في العراق بمباركة حلفائها في الغرب، فأحرقت ما احرقت بعد أن إستحوذت على العراق ودمرت مصير ومستقبل شعب العراق، وهكذا فعلت أمريكا اليوم مع أوكرانيا التي تزودها بالأسلحة ومنها الصواريخ الذكية، ومن ثم تمنعها من إستخدامه مثلما أعطت لمرتزقة أوكرانيين ومن دول أخرى الحق في تدمير وقتل الأبرياء من العراقيين ..

إن هذا الهَوَس الأمريكي صار أشبه بخميرة سياسية داخل عقول الرؤساء الأمريكيين، ولا نظن أنه سيتغير في زمن ما، لأن أمريكا على ما يبدو إنها مُصرة على نهجها السياسي هذا، وديدنها تدمير دول وشعوب حتى وإن إستجابت لرغباتها العدوانية كما حصل ويحصل في العراق، فالرئيس بايدن في سلوكه السياسي هذا إنما يؤشر لنا فشل وتخبط واضح في السياسة الخارجية، وعدم التعامل بدبلوماسية وواقعية مع الأزمات، لكن منطق القوة والتسلط سيظل ملازما لفرض الوجود الأمريكي بالقوة في أي دولة تريد مهاجمتها، غير أن مؤشرات الحرب الروسية ــ الأوكرانية وما يصاحبها من تطورات تؤشر تصدع الجدار الخارجي الأمريكي مع منظومة الدول التي تتوزع على خارطة العالم، وإن الآثار النفسية وإنتشار الفقر والجوع وزعزعة الأمن والإستقرار الذي خلفته أمريكا في هذه الدول ومنها تخريب نفوس الشعوب سيكون أحد اهم أسباب التصدع هذا ..

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك