المقالات

الحَجُّ بين التسيس والاستثمار الاقتصادي


محمد صالح حاتم ||

 

لم يعد الحجُّ ركناً من أركان الإسلام وأداؤه لمن استطاع إليه سبيلاً، كما كان سابقًا، بل اختلف كَثيراً، فلم يعد الحجُّ المبرور، بل الحج الممنوع، فما إن يأتي موسمُ الحج حتى نسمعَ عن انتشار أمراض معدية، وقد لاحظنا ذلك خلال الأعوام الماضية، وخَاصَّة العام الماضي 1442 هجرية، عندما مُنع الحجاج من أداء مناسك الحج بذريعة كورونا، رغم أن المراقصَ والمسارح والملاهي في السعوديّة مفتوحة ومكتظَّة بعشرات الآلاف من البشر من الجنسين الذكور والإناث!

الحج تم تسييسه أكثر من كونه ركناً من أركان الإسلام، وارتبط أداء الحج، والسماح بأداء مناسكه، بمستوى العلاقات السياسية بين مملكة بني سعود والدول الأُخرى، فمن يختلف مع هذه المملكة يُمنَعُ أبناؤها من أداء مناسك الحج، ومن يتبع سياسة المملكة يسمح له بالذهاب للحج، ليس هذا وحسب، بل إن رؤيةَ ابن سلمان 2030 الاقتصادية، ارتبطت بالحج، ففي هذا العام ارتفعت تكاليف الحج بنسب متفاوتة وصلت إلى حَــدِّ عدم قدرة الحجيج من دفع تكاليف الحج، حَيثُ أصبح الحج وفق رؤية ابن سلمان موسماً سياحياً، يسعى من خلاله لجني مئات المليارات من وَراء هذا الركن الإسلامي، فقد وصلت التكاليف إلى ما يقارب ٤٠ ألف ريال سعوديّ لبعض البلدان.

والهدفُ من ارتفاع تكاليف الحج أولاً: تقليص عدد الحجاج إلى أدنى حَــدٍّ، فلا يذهب إلى الحج إلا من يمتلكون الملايين، وهذا يعد صدّاً عن بيت الله، وثانياً: تهدف السعوديّة من ذلك الارتفاع في تكاليف الحج لجني المئات من المليارات لتعوض النقص الحاد في ميزانيتها، أَو ما يُعرَفُ برؤية 2030م، التي أعلنها محمد بن سلمان، وعدم الاعتماد على مبيعات النفط فقط حسبما يروج له، ومنها المشاريع السياحية في نيوم، وافتتاح المراقص والملاهي، والخمور والمسكرات وغيرها.

فأصبح بيت الله الحرام والأماكن المقدسة في مكة والمدينة المنورة مشاريعَ سياحية استثمارية.

ونظراً لكل ما ذكرناه وما لم نذكره يتوجبُ أن تُنشَأَ هيئةٌ إسلاميةٌ من جميع الدول العربية والإسلامية تديرُ شؤون بيت الله الحرام والأماكن المقدسة في مكة والمدينة المنورة، وتشرف عليها، وتنظم أداءَ مناسك الحج والعمرة وزيارة الأماكن المقدسة، فالسعوديّة لم تعد ذاتِ أهلية لإدارة شؤون الأماكن المقدسة، ولا تملك الحقَّ في التحكم بأعداد الحج ومن يحق له أداء مناسك الحج والعمرة، ومن لا يحق له؛ كون الحج رُكناً من أركان الإسلام، والأماكن المقدسة ملك المسلمين جميعاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك