تبارك الراضي ||
منذ أشهر والمنافسة تحتدم بين قوى الإطار التنسيقي والكتلة الصدرية، على إثر نتائج الانتخابات التي أفرزت فوز التيار بما يزيد عن سبعين مقعد. لم تكن هذه المرة الأولى التي يخوض فيها زعيم التيار الصدري النزال بمواجهة قوى الإطار، فهو قد خاض صراعًا مع بعضها بصورة منفردة مسبقًا.
طوال فترة ثمان أشهر، الجميع يتحدث عن قوة التيار الصدري، وعن صعوبة مهمة الإطار التنسيقي بمواجهته، وتحول الموضوع لرعب وترقب بعد سحب السيد الصدر لنوابه من الحكومة، ومع تبجح جماهير ومحللي التيار وتوعدهم، يسلم الجميع بقوة التيار دون تفكير بما تعنيه القوة؟
يقول ستيفن ليوكس إن الوضع الذي نقول فهي أن طرفًا ما لديه قوة هو الوضع الذي يجعل: (أ) يمارس القوة على (ب)، بطريقة تجعل تأثير (أ) مناقض لمصالح (ب).
إذا كانت القوة تعني إحراز نتائج تتوافق مع رغبات وغايات الطرف الذي يملكها، ولنفرض أن (أ) هو التيار الصدري، مارس قوته على (ب) وهو الإطار التنسيقي بطريقة لا تتفق مع مصلحة الإطار، وهو ما حدث لثمان شهور، لكن دون أن تثمر عن تحقيق رغبات وتفضيلات التيار الصدري، ودون أن ينجح لتمرير ما يناقض مصالح الإطار، فما هي النتيجة؟
إن القوة كما يقول روبرت دال يجب أن تتأسس على شيء أكثر جوهرية للبشر من مجرد الرغبات والتفضيلات، إن القوة يجب أن ينظر إليها بوصفها قدرة على تحقيق نتيجة تتضمن تحقيقًا للمصالح.
نجح الإطار التنسيقي في كسب هذه الجولة، ولو أن التيار الصدري سينافس دون اللجوء لقوة غير ذاتية فلن يستطيع التأثير في قوى الإطار؛ لأن التفضيلات والرغبات ليست الفكرة الأكثر جوهرية للقوة مثلما قال ستيفن ليوكس في عنوان المقال.