محمود الهاشمي ||
منذ ان تم الاعلان عن زيارة بايدن للمنطقة والحديث يدور عن اسباب مشاركة رئيس مجلس الوزراء العراق (الكاظمي )في قمة سوف تجمعه مع قادة مجلس التعاون الخليجي بالاضافة الى مصر والاردن وبرعاية اميركية .!
وهنا نسال ؛-ما جدول هذه القمة ؟
سوف لا يجيبك احد لاني ومنذ الاعلان عن موعدها لم اقرأ سطرا واحدا عن جدول هذه القمة وما الهدف من اقامتها ،وكأنَّ لغزا فيها
فيما لم يتحدث (الكاظمي )عنها لا من بعيد ولا من قريب !
لاشك اننا لم نعلم (اصلا) بما جرى في قممه الثلاثة في مصر والاردن والعراق ،ولو راجعت المؤتمرات الصحفية التي اعقبت القمم الثلاث
لوجدتها مجرد (انشاء ) تشبه الى حد كبير مؤتمرات (عمرو موسى ) من قبل ،وكأنها مقصودة للتمويه على امر (مخفي )!
ان مجرد ان نقلب اوراق زيارة بايدن الى المنطقة نجد انها محصورة في امرين مهمين والباقي مجرد (حشو ) الاول "حث السعودية والامارات على زيادة انتاجها من النفط لغرض تعويض الانتاج الروسي " والثاني (أمن اسرائيل )! اذن لماذا حشرنا رأسنا في مغارة مظلمة بالنسبة لنا ومضيئة لدول التطبيع .!
في قضية زيادة الانتاج والضخ بالنسبة لنا فنحن نصدر اعلى معدل وغير قادرين على اية اضافة ،وفيما يخص (حماية امن اسرائيل ) فالسؤال :-يحمونها من ماذا ؟ هم اعلنوا انهم يحمونها من المقاومة ومن الجمهورية الاسلامية !! فهل لدى السيد الكاظمي علم باهداف القمة والهدف من زيارة بايدن ؟
لاشك فان الرجل على علم تام هو ومستشاروه الذين ينفخون بناره كنفخ (ابو بريص ) في نار ابراهيم عليه السلام .
حتى الان -ومما هو مؤسف - لم نجد ان مجلس النواب قد حذر (الكاظمي) من مغبة هذه الزيارة ومخاطرها على العراق ،بما في ذلك فصائل المقاومة من واجباتها وعقيدتها ان
توجه تحذير وتنذر من يتورط بهكذا مشاريع .
عندما تسأل عن سبب عدم الاهتمام بزيارة الكاظمي الى السعودية وحضور القمة يقولون لك (حكومة تصريف اعمال )ولايمكن ان تتخذ قرارا خارج ارادة مجلس النواب !!
هذا الكلام غير مقبول لان جميع
(دول التطبيع) شعبها غير راض عن التطبيع
والدليل اليوم في مصر اكثر من عشرين حزبا ومنظمة خرجوا في مسيرات احتجاج ضد زيارة بايدن ولكن النتيجة ان مصر غارقة بالعلاقة مع اسرائيل ومنخرطة بالمشروع الاميركي الصهيوني بالمنطقة وهي التي تحاصر غزة وتمنع عنها اي مساعدة او تعاون بما في ذلك ان يتسوق الفلسطينيون من مصر !!
منذ ان اعلن بايدن عن زيارته وحتى يومنا واسرائيل والاعلام دول التطبيع تطبل باسم العراق بانه يحضر القمة لخلط الاوراق وتلويث سمعة العراق ،فيما هذا الموضوع يستفز الشعب الفلسطيني الذي يرى بالعراق دولة مناصرة وداعمة للمقاومة .!
الشيء الاخر ان الدعوة الى تشكيل تحالف عسكري برعاية اميركية واضح انه بالضد من الجمهورية الاسلامية ونسال ؛-مادواعي انخراطنا بمشروع فيه عداء لجيراننا ولعمقنا الديني والسياسي والمقاوم ؟
نحن نعلم ان الدستور العراقي وقرار مجلس النواب والثقافة العراقية بالضد من اي مشروع للتطبيع او التقرب من اسرائيل ،ولكن خلط الاوراق يجعلنا نحتم ان نخضع حضور رئيس وزراء العراق الى قمة ليس فيها ماينفع بقدر منفعة الصهاينة ..
نذكّر يا سيادة رئيس الوزراء اذا اقدمت على اي خطوة باتجاه اسرائيل او دول التطبيع فستخضع ليس للمساءلة انما للمحاكمة