فهد الجبوري ||
تتابع وسائل الاعلام باهتمام ملحوظ جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط التي سوف تبدأ يوم غد الأربعاء بزيارة الى " إسرائيل " ومن بعدها يغادر الى السعودية لإجراء مباحثات مع القادة السعوديين ومن بينهم الحاكم الفعلي محمد بن سلمان ، وحضور قمة خليجية أمريكية بحضور مصري عراقي اردني .
في هذا السياق نشرت وكالة اسوشييتد بريس AP اليوم ( الثلاثاء ) تقريرا تحليليا مفصلا جاء في مقدمته " الرئيس الأمريكي جو بايدن سوف يحاول اعادة ترتيب وتعيير العلاقات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط خلال أول رحلة له الى المنطقة منذ تسلمه الرئاسة ، ولكن لن يكون الأمر سهلا في هذه المنطقة من العالم التي تطرح أسئلة جديدة حول مستقبل النفوذ والتأثير الأمريكي .
وسوف يغادر بايدن في وقت متاخر من هذا اليوم الى إسرائيل ، حيث السياسات الفوضوية قد تركت الأمور بيد حكومة تصريف أعمال لغاية اجراء الانتخابات في وقت لاحق من هذا العام ، مما يقلص من فرصة عقد صفقات دائمة . وليس من المرجح أن بايدن سوف يحصل على حظ أوفر في الضفة الغربية عندما يزور القادة الفلسطينيين الذين تتقلص شعبيتهم بين صفوف المواطنين الفلسطينين على نحو متزايد .
وقال تقرير AP أن الرحلة سوف تصبح أكثر صعوبة من هناك . حيث ستكون المحطة الثانية لبايدن هي السعودية ، ذات الحكم الأوتوقراطي مع موروث من انتهاكات حقوق الإنسان ، ولكن ايضا مع احتياطات ضخمة من النفط حيث يريد الرئيس أن يرى ضخا متزايدا من النفط على وجه السرعة وذلك لتخفيف أسعار الطاقة المرتفعة ، التي كان جزءا منها هو الغزو الروسي لأوكرانيا .
وتشير مقالة الوكالة أن القضية الاخرى التي تلوح في أفق زيارات الرئيس هي كفاح ادارته لأحياء العمل بالاتفاقية النووية مع ايران التي وقعت عليها الإدارة السابقة للرئيس باراك اوباما عام ٢٠١٥ ، والتي انسحب منها دونالد ترامب في عام ٢٠١٨ . وتقول إن المفاوضات بهذا الشأن قد توقفت الشهر الماضي ، وأن ايران يعتقد انها اصبحت اقرب من اي وقت مضى في امتلاك القدرة على انتاج السلاح النووي . وتؤكد أن الفشل في التوصل الى حل دبلوماسي قد يزيد من فرص الصراع في منطقة هي بالأساس قابلة للانفجار .
وتنقل الوكالة عن آرون ديفيد ميلر ، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية ، والباحث البارز الان في معهد كارنيغي للسلام الدولي قوله " إنه ذاهب ليواجه منطقة تواجه منذ فترة طويلة مشاكل كثيرة مع حلول قليلة جدا " :
وترى ان بايدن يصب اهتمامه الأكبر على أوروبا ، والتي تشهد اليوم صراعها العسكري الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية ، وآسيا ، حيث أنه يسعى الى إعادة توجيه السياسة الخارجية الأمريكية لمواجهة القوة المتصاعدة للصين .
وتنقل عن جاك سوليفان مستشار الرئيس للأمن القومي قوله " أن الولايات المتحدة بحاجة الى أن تبقى " منهمكة بشكل مكثف " في الشرق الأوسط لأن المنطقة متشابكة بعمق مع بقية العالم " . ويقول أنه " اذا عملنا الان على ايجاد منطقة آمنة ومستقرة ، فإن ذلك ستكون له ارباحا للمصالح القومية الأمريكية ، وكذلك للشعب الأمريكي للسنوات القادمة "
وتشير المقالة الى فعاليات زيارة بايدن للسعودية وتقول أنه سوف يحضر قمة مجلس التعاون الخليجي ، بحضور عدد من زعماء المنطقة . ويقول سوليفان أن الرئيس سوف يوضح رؤيته لمنطقة الشرق الأوسط من خلال حديث أساسي . ولكن المواجهة الأكثر مشاهدة عن كثب ستكون حسب تقرير الوكالة هي لقائه الأول مع محمد بن سلمان ، ولي عهد السعودية والوريث المحتمل للعرش الذي يتربع عليه حاليا الملك سلمان .
وتقول المقالة لقد كان بايدن منتقدا بقوة للسعودية ، حتى أنه قال خلال حملته الانتخابية أنه سوف يعاملها مثل " الدولة المنبوذة " بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان ، ولكن مع ذلك فإن التحول في سياسات الطاقة قد جعل بايدن يغير من خطابه ، لاسيما وأن سائقي السيارات الأمريكيين يواجهون أسعارا مرتفعه للوقود في محطات التعبئة .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha