فهد الجبوري ||
بايدن الضعيف والمهزوم داخليا يهدد ايران من تل ابيب في محاولة لكسب الناخبين اليهود في أمريكا وتلميع صورته خارجيا
الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي لم تمضي على فترة رئاسته في البيت الأبيض السنة والنصف يمر حاليا بمرحلة عصيبة جدا ، ويواجه مشاكل داخلية حادة في مقدمتها نسبة التضخم المرتفعة جدا ، وارتفاع أسعار الطاقة والمواد الاستهلاكية ، وازدياد جرائم القتل الجماعية ، وتورطه في الصراع الروسي -الاوكراني ، وهو يسعى جاهدا الى تخفيف وطأة الامتعاض الشعبي ضد ادارته ، وتدني شعبيته الى مستوى خطير جدا وذلك من خلال طرح نفسه كزعيم قوي على الساحة الدولية يمتلك بيده مفاتيح الحل للمشاكل التي تواجه العالم .
وفي مستهل جولته في منطقة الشرق الأوسط ، حرص بايدن بعد وصوله الى الأراضي المحتلة على تأكيد الولاء والدعم المطلق للكيان الصهيوني متجاهلا على نحو صريح وقاطع الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني الذي يتعرض الى الحصار والقتل ومصادرة الأراضي من قبل المستوطنين الصهاينة وفي انتهاك صارخ للقوانين الدولية التي تزعم واشنطن انها تحترمها وتقوم بتطبيقها .
ومن أجل ارضاء الصهاينة اكثر ، وكسب القاعدة الانتخابية لليهود في امريكا ، مع اقتراب الانتخابات النصفية التي تشير جميع استطلاعات الرأي الى خسارة متوقعه للديمقراطيين فيها ، اطلق بايدن ومن تل ابيب تهديدات ضد الجمهورية الإسلامية قائلا أنه سوف يستخدم الإجراء العسكري ضدها ك " ملاذ أخير " ، وأنه سيكون مستعدا لقتل الاتفاقية النووية الإيرانية من أجل ابقاء قوات الحرس الثوري الإيراني على " قائمة الإرهاب "
وقد جاء ذلك خلال مقابلة له مع القناة الاسرائيلية 12 الأربعاء عندما سئل بايدن هل انه ملتزم بالإبقاء على الحرس الثوري الإيراني في قائمة " المنظمات الإرهابية الخارجية " حتى لو أدى ذلك الى قتل الاتفاقية النووية : وقد اجاب بدون تردد : نعم .
وقال بايدن في لهجة تهديد " أن الولايات المتحدة سوف تعمل كل ما بوسعها لضمان عدم حصول ايران على السلاح النووي ، وأنها سوف تستخدم القوة العسكرية اذا كان ذلك هو " الملاذ الأخير " .
إن بايدن المتورط في الصراع الدائر في أوكرانيا ، وفشله الواضح في مواجهة روسيا ، والأكتفاء فقط بتقديم الدعم العسكري والمالي والسلاح الى أوكرانيا ، وازدياد حالة التوتر مع الصين ، والانهيار الحاصل في الاقتصاديات الغربية مع ارتفاع نسب التضخم وارتفاع أسعار الوقود لايمتلك القدرة على زعامة العالم الغربي في مثل هذه الظروف الحساسة والخطيرة ، والتي تؤكد كل المؤشرات انها بداية لحرب باردة جديدة سوف تكون كلفتها باهضة جدا على امريكا وحلفائها في أوروبا .
تهديدات بايدن لإيران هي محاولة لإثبات الذات ، وتلميع الصورة ، وكسب الصوت اليهودي ، وكل الدلائل تشير الى أن ادارة بايدن غير قادرة على تنفيذ تهديداتها ، وسوف تواجه بلا شك ردة فعل قوية من جانب ايران ومحور المقاومة الذي يمتلك القدرة على الرد والمواجهة .
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha