قاسم سلمان العبودي ||
تعتبر زيارة الرئيس الاميركي بايدن الى السعودية بأنها باكورة أعمال الرئيس الاميركي منذ تسلمه السلطة الى اليوم . فقد أعلن بايدن بشكلٍ واضح عن أهداف زيارتهِ التي وصفها بان الأمن القومي الأسرائيلي قطب رحى تلك الزيارة التي تعول واشنطن عليها بشكل كبير الى حد ان يعني بقاء واشنطن في منطقة الشرق الاوسط في أنجاز مهمة الحد من إيران الأسلامية بالقدر الكافي الذي تراه واشنطن بحسب قول الرئيس الامريكي ذلك .
ما الذي يجبر رئيس الحكومة العراقي الذهاب الى هذا الأجتماع الخطير ، في هذا التوقيت تحديداً ؟ نعتقد والكل يعلم بأن وصول الكاظمي الى رئاسة الحكومة جاء عبر ضغط واضح من واشنطن التي رأت في الكاظمي خير عراب لصفقاتها السياسية في العراق ، وفي الشرق الاوسط بأكمله . يبدوا أن الكاظمي اليوم في وارد تسديد فاتورة وصوله الى رئاسة الوزراء عبر ربط العراق بمعاهدة تطبيع مع الكيان الصهيوني في أخطر مرحلة من مراحل الصراع مع الوجود الأمريكي في العراق .
أن حكومة الكاظمي التي تعتبر حكومة تصريف اعمال يومية ليس من حقها المجازفة بحقوق الأجيال العراقية في هكذا معاهدات تعتبر تجاوز واضح جدا على الدستور العراقي ، فضلاً عن القرار البرلماني الذي جرم التطبيع مع إسرائيل تحت إي عنوان . بيان مكتب الكاظمي الذي أعلن عن عزم العراق المشاركة في ذلك المؤتمر نسى ، أو تناسى عن عمد فيما اذا صدر بيان عن المؤتمر المزعوم بتأييد ( السلام ) مع الكيان الصهيوني المحتل ، فماذا سيكون موقف العراق من ذلك البيان ولدينا دستور رافض ، وقانون تجريم التطبيع مع الكيان المحتل ؟
تعتبر الولايات المتحدة أن الدول التي دعتها الى ذلك المؤتمر أدواتها في المنطقة العربية وليس حلفاء ستراتيجيين كما تدعي ذلك . وهناك عقدة الشعور (الدونية )التي تعاني منها الدول العربية المطبعة مع كيان الأحتلال هي من فرضت على واشنطن الضغط على العراق للمجيء به الى هذا المؤتمر لأسباب كثيرة ، أولها وأهمها هو الشعب العراقي الرافض لاي تطبيع مع العدو . ناهييك عن التلاحم الشعبي بين العراق وجمهورية أيران الذي بدى واضحاً للعالم بأسرهِ عندما تصدت إيران جنباً لجنب مع الشعب العراقي في مواجهة المجموعات الأرهابية الداعشيه . وهذا أغاض الدول العربية المطبعة ، فضلاً عن إسرائيل وامريكا . لذلك هناك حراك عربي محموم من أجل فصم عرى التفاعل العقائدي بين العراق وإيران .
أهداف المؤتمر واضحة المعالم ، وأول هذه الأهداف هو أستهداف الجمهورية الإسلامية من خلال خلق ساحة اشتباك معها ( ناعمة أو خشنة ) من خلال أنشاء حلف يضم تلك البلدان التي ستقاتل نيابة عن تل أبيب . الضغط الأمريكي واضح على تلك البلدان العربية التي تتصدق عليها واشنطن بمساعدات اقتصادية وعسكرية لا ترتقي بأي حال من الأحوال الى الكرامة المهدورة لتلك الدول . بعد الذي تقدم نعتقد بان العراق وحكومة تصريف الاعمال يجب أن لا يكون لها تواجد في هذا المؤتمر أبداً ، وعلى القضاء العراقي أخذ دوره بمحاسبة الكاظمي وفريقه الذي تجاوزا على الدستور ، وعلى نواب البرلمان الذين جرمًا التطبيع ، في حال أصر الكاظمي على حضور المؤتمر .
اليد الممتدة ستقطع بسواعد الشرفاء الأوفياء التي ترفض زجَ العراق إلى ذل التطبيع أسوة بدول الخليج العربية . وسيكون هناك صوتًا شعبياً هادراً لرفض كل تلك المحاولات اليائسة ، وفتوى الجهاد الكفائي ليست ببعيدة