المقالات

الامام علي وقانون الجذب والدفع..!


أسعد عبد الله عبد علي ||

 

كثيرا من تطبع كتب تتحدث عن قانون الجذب والدفع, ولها جمهور واسع, وهو قانون عام يمكن تحسس وجوده في الحياة, ولا تختص هذه القوة بين الحديد والمغناطيس, بل سائر الموجودات, وكذلك لا يمكن انكار وجودها في عالم الانسان, وهنا نقصد جانب الحب والكره, ويمكن التعبير عنه بالتماثل والتضاد, وتختلف هذه القوة من انسان لاخر, حسب قدراته وامكانياته الشخصية والنفسية, ونجد احيانا انفسنا نكره او نحب, لكن بعوامل باطنية لا تفسير لها.

والحديث هنا عن حب الامام علي (ع) وجاذبيته عبر التاريخ الانساني, بالمقابل الحالة الغريبة التي وقع فيها الكثيرون وهي كره الامام علي (ع)!

ان قوة المحبة والولاء هي المغناطيس الذي يجذب كل جميل, ويطرد كل قبيح, وقد جاء هذا القانون في القران: (( قل لا اسألكم عليه من اجر الا المودة في القربى)) – سورة الشورى – الاية 23, فحب علي وال النبي هو الاجر المطلوب من الناس, وهذا العمل يعود بالنفع على من طبقه, حيث يكون جليا لكل واعي ان حب علي لا يمثل الا طاعة لله ورسوله, فهذا الحب هو الاكسير الذي يقلب الاحوال ويوصل الى الكمال.

ونذكر هنا بعض الاحاديث الشريفة التي جاءت تتحدث عن قانون الجذب نحو علي واهمية تطبيقه للفوز بخير الدنيا والاخرة:

1-يروي السيوطي ان النبي (ص) قال: (( يا علي, لا يحبك الا مؤمن, ولا يبغضك الا منافق)) – كتاب اسد الغابة ج4 ص23 .

2-ينقل المحب الطبري عن عائشة انها قالت: (( رأيت ابي كثير النظر الى وجه علي, فقلت له: اراك يا ابي كثير النظر الى وجه علي؟ فقال: بنيتي لقد سمعت رسول الله (ص) يقول: النظر الى وجه علي عبادة)) – الرياض النظرة ج2 ص219.

اذن حب علي تكليف من الرسول الخاتم (ص) لصلاح المسلمين, فكما يأمرهم بالصلاة والصوم والجهاد للفوز بالجنة, كذلك يأمرهم بحب علي, وهنا يأتي الامر الاصعب, فالعبادات ممكن تطبيقها, لكن الحب ليس مجرد فريضة اقوم بها بل يحتاج لحصول قلبي وعاطفي من داخل الانسان كالإيمان, وهنا تكمن الصعوبة, فهل يمكن ان يكون متماثلا مع علي لينجذب اليه, او يكون متنافرا ليحصل الكره, والذي تحقق في عصر الرسول من المنافقين وبعض اهل المدينة المنورة, الذين كانوا ينزعجون من نجاحات الامام علي (ع) وكان سعيهم حثيثا في ابعاد الامة عن علي (ع).

•ما هو السر في حب علي؟

الاسرار كثيرة في عالمنا, وسر حب الامام علي (ع) لا يمكن الاحاطة به, ولا يمكن حصره ضمن قانون معين, ولماذا تشعر قلوبنا بالقرب مع الامام علي (ع) ولا تحسبه مات من مئات السنين؟ بل تراه حي يرزق! ان المؤكد في الباعث لحب الامام علي (ع) هو عشق الانسانية للإنسان الكامل, وقد جمع الامام علي كل الخصال والصفات (الحكمة, التضحية, العلم, نكران الذات, التواضع, الادب, المحبة, العطف, العدالة, الحرية, احترام الانسان, الشجاعة, القوة, الايثار, المرؤة, السخاء, الكرم....) وقد مثل هذه الصفات بشكل كامل وطوال حياته, لذلك عشقته القلوب واستمدت الشجاعة من معشوقها (الامام علي) وهو حب خالد ومستمر مع استمرار حياة البشرية.

ومن مظاهر عشق الامام علي (ع) موقف امرأة (سودة الهمدانية) امام طاغية ذلك الزمان معاوية بن هند! والذي كان شديد الكره للأمام علي (ع) فسألها ان تصف له الامام علي فقالت:

صلى الاله على روح تضمنها .... قبر فاصبح فيه العدل مدفونا

قد حالف الحق لا يبغي به بدلا .... فصار بالحق والايمان مقرونا

•القوة الدافعة لعلي

كان الامام علي (ع) مظهرا لكل الصفات التي يحسد عليها الانسان, مثل الذكاء والفطنة والشجاعة والحكمة والمحبة في قلوب الناس, لذلك تواجد جمع كبير من الحاقدين والحاسدين والكارهين لوجود الامام علي (ع), بالأمس كان ابو سفيان ومعاوية وابن ملجم والاولاد العواهر والمنافقين الذين تسلقوا المناصب, ثم تحولوا لكيان مثل الناكثون والقاسطون والمارقون, وفي عصرنا الحالي التكفيريين والوهابية والدواعش, وكل شخص يكره العدل والحق والحرية, فانه بالتأكيد يكون عدوا للأمام علي (ع).

واصبحت هذه الفئات الحاقدة والكارهة للأمام علي (ع) تقول بتكفير كل من يحب عليا! انه القوة الدافعة للطين النجس الذي ابدا لن ينجذب للأمام علي (ع).

•اخيرا:

نجدد الحب مع الامام علي (ع) في هذا اليوم المبارك, وهو العيد الاكبر في الاسلام, انه عيد الغدير, والذي كان اعلان نبوي رسمي عن اكتمال الرسالة الخاتمة, وقد بايع المسلمون الاوائل الامام علي (ع) في غدير خم, بأمر من الله ورسوله, وقد ثبت الامر وان غدر الغادرون من اهل النفاق بعد رحيل الرسول الخاتم (ص), لذلك علينا ان نجدد بيعة الحب للأمام علي (ع) كل عام, ونحقق الطاعة للأمر الالهي بوجوب مودة علي, وهو كل الاجر المطلوب من الانسانية.

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك