المقالات

الدين الاجتماعي


سامي جواد كاظم ||

 

كل الاديان السماوية والانبياء والرسل التي انزلها وبعثها الله عز وجل كانت تنادي بتوحيد الله عز وجل واصلاح المجتمع حسب ما يوجد فيه من موبقات من عبادة الاصنام والبخس في الميزان واكل السحت والزنا واللواط وما الى ذلك من امور جميعها انزلت وبعثت لتقوم المجتمع.

ولان الدين الاسلامي خاتم الاديان فانه لم يبق شيئا من الموبقات والسلبيات الا منعها او صححها وهي الاساس فيما يجب على المسلم ان يعمل عليها ، وهي الاهم ومن بعدها تاتي المستحبات والمكروهات .

اليوم اصبحت كثير من المستحبات هي الاساس بل قفزت على حساب الواجبات ونالت من الاهتمام اكثر مما يستحق الاهتمام ، فالمشكلة ليس باصل المناسبة سواء كان حدث او شخصية اسلامية المشكلة في استحداث مناسبات وصرف عقول واموال عليها وهي لا تغني المجتمع ولا تسمن ، نعم ان الجانب الروحي هو الاساس في الانسان فاذا كانت الروح نقية تمكنت من ان تبدع وفق الشارع الاسلامي ولكن عندما نولي اهتماما خاصا واكثر مما يجب الى الروح دون المادة فاننا لا نستطيع ان نواكب تطور المجتمع فالجانب المادي له حقوقه ، وها نحن نعاني من كل جوانب الحياة التي لها علاقة بالجانب المادي فلا الاقتصاد الاسلامي متمكن من مجاراة اقتصاديات العالم الغربي ولا الجانب العسكري ولا الجانب العلمي ولا الجانب العمراني مع العلم كل ابجديات هذه الجوانب متوفرة في الاسلام ، وما نعاني منه في العراق خير دليل على ما نحن عليه ، فالملايين التي تحي ذكرى الحسين عليه السلام يتحدثون فيما بينهم بان الوضع السياسي والطبقة السياسية بلاء كتب علينا ، فاين الجانب الروحي الذي يهذب النفس ولم يتمكن من خلق قادة ؟ فهل غاندي الذي دحر الانكليز مع الاشكال على ما يعتقد افضل منا ؟ كلا الا ان الشعب الهندي بارادته وثقافته تمكن من دحر الاحتلال .

اليوم اصبحت ظاهرة استحداث مناسبات لم تكن معروفة سابقا ، الاشكال ليس باصل المناسبة ولكن بضرورة ما يستجد من ظواهر اصبحت اجتماعية اكثر مما هي دينية ، ولاننا نريد الارتقاء فاول خطوة هي ان نشخص اخطاءنا ونعترف بها ونصححها ، فلو قلت في مواسم عاشوراء حدثت اشتباكات بين بعض المواكب بخصوص الاسبقية في النزول الى ساحة احياء الشعائر فهذا امر لا ينكره احد  وهو مؤسف له جدا ، وناتي بحمل نعش لشخصية اسلامية رائعة لا اعلم كيف حدد يوم استشهاده لياخذ حيزا من جهود المسلمين بينما لم ار من يسير على خطاه ويقتدي به بالرغم من انه غير معصوم فحجة البعض ان المعصوم لا يمكن ان نقوم بما يقوم به بينما قول وفعل وتقرير المعصوم حجة علينا ويجب ان نلتزم ونعمل بما اقدم عليه المعصوم واغلبها احكام شرعية نلتزم بها فلماذا الجانب الخلقي الذي يؤكد عليه المعصوم لا نلتزم به من قضاء حوائج الناس والايثار والتسامح وقبول الاعذار وغيرها من المستحبات التي تساهم في تقوية اواصر المجتمع فيما بينهم .

ولو اطلعت على ما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعي فحقيقة يؤسف على الجهود من وقت وحتى اموال لنشر معلومات ومناسبات لا تساهم في ارتقاء المجتمع هذا ناهيكم عن صحة المنسبة .

رسول الله (ص) يوصي ابا ذر رضوان الله تعالى عليه يقول له يا ابا ذر من يدعو الله من غير عمل كمن يرمي من غير وتر ، وانا لو سالتكم بالله هل نحن نعمل بمقدار 20 % من ما نردد من ادعية فاغلب ان لم تكن كل القنوات الاعلامية الفضائية والالكترونية تجد اكثر من 50% من برامجها قراءة ادعية وقران وخطابة ورواديد، ارجو ان لا يكون خلط بالمطلوب فالدعاء والقران والخطابة امر لا يقبل الجدل وهي خط احمر ولكن هنالك مستلزمات للمجتمع يجب ان يقوم بها المسلم حتى يتحقق المطلوب

الحسين استشهد من اجل قضية وكان دمه الثمن فالمثمن هو الاغلى فلماذا لا نلتفت الى المثمن ونعيش مبادئ الحسين عليه السلام حينها سنعلم حجم ماساة الحسين وحجم الحزن على الحسين عليه السلام .

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رأي
2022-07-29
قلم رصين ... يدعو للاصلاح والتنقيح وان علا موج الجهلة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك