فهد الجبوري ||
منذ عام ٢٠٠٣ ، والعراقيون يأملون أن يتحقق لهم الأمن والاستقرار والتطور والرفاه الاقتصادي ، والتقدم العلمي والحضاري ، ولكن للأسف لم يتحقق الا القليل من هذا بالرغم من توفر جميع الموارد والثروات والإمكانات المطلوبة لإنجاز طفرة نوعية وتاريخية في حياة الشعب العراقي الذي أثقلته المشاكل والتوترات والأزمات والحروب طيلة العقدين الأخيرين .
وكل عراقي يتمنى أن تتلقف وسائل الاعلام والفضائيات وغيرها الأخبار الطيبة التي تحكي عن إنجازات ملموسة في كافة ميادين الحياة ، ولكن ما يؤسف له أنك لا تجد الأخبار والتقارير التي تتحدث عن نهضة وتطور وتقدم واستقرار ، بل تقريبا كل العناوين والمانشيتات في الاعلام العالمي تردد قصص الأزمات والتوترات والمشاحنات ، وهذا ما تجده واضحا في تغطية وسائل الاعلام للتطورات الراهنة في المشهد السياسي العراقي .
قد يتبادر الى الذهن ان العراق ليس استثناءا بدليل أن هناك بلدانا اخرى ايضا تواجه أزمات حادة وتوترات مستمرة ، ولكن ما يحصل في العراق هو أمر مختلف بعض الشئ ، لاننا يفترض قد حسمنا الأمر منذ عام ٢٠٠٥ ، عندما صوت الشعب العراقي على دستور جديد للبلاد رسم الى حد كبير خريطة التداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات ، وحدد صلاحيات السلطات الثلاث .
ومع وجود بعض الملاحظات على الدستور ، الا أنه بالمجمل يمثل وثيقة دستورية مهمة ينبغي على جميع الأطراف التقيد بها واحترامها والرجوع اليها في حال حصول تباين واختلاف في وجهات النظر ، أو انسداد سياسي كما هو حاصل اليوم .
ينبغي جعل الدستور هو الحكم والفيصل في مثل هذه الحالات ، ولكن عملية اللجوء الى الشارع وتثويره من قبل جهة معينة لتحقيق ما تصبو اليه يمثل انتهاكا واضحا لمبادئ الدستور ، والنظام الديمقراطي ، والتداول السلمي للسلطة .
إن تعريض السلم المجتمعي للخطر تحت يافطة الإصلاح أمر خطير جدا ، ويتنافى مع المنطق والعقل ، والإصلاح لا يتحقق بهذا الأسلوب ، ولا بطريقة انتهاك مؤسسات الدولة كما حصل هذا اليوم ، ويوم الأربعاء الماضي .
الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي ، ولكن تحويل هذا الأختلاف الى صراع وعراك وتخوين وتهديد لا يصب في مصلحة البلد ، ويعرض أمن واستقرار الشعب الى مخاطر حقيقية .
شهر محرم الحرام يوفر لنا فرصة ممتازة وطيبة للتوحد تحت راية رائد الإصلاح وهو سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام ، وليكن شعارنا جميعا " بالحسين نصحح ، وبه نبني وننتصر "