المقالات

التضحية الايجابية والتضحية السلبية ضمن القاعدة الحسينية


  الشيخ محمد الربيعي ||   ▪️ونحن نعيش ذكرى عاشوراء الاليمة من الضروري ان يكون هناك توضيحا عن التضحية الايجابية و التضحية السلبية محل الشاهد :  ▪️قبل أن نتكلم عن أنواع التضحية نقف سريعا حول معنى التضحية كما في «معجم المعاني الجامع»: التَّضْحِيَةُ بِالنَّفْسِ: بَذْلُهَا فِي سَبِيلِ قَضِيَّةٍ أو فِكْرَةٍ أو مِنْ أجل الآخرين من دُونَ مُقَابِلٍ ، كَمَا تَكُونُ التَّضْحِيَةُ بِالْمَالِ أو العَمَلِ أو الْمَصْلَحَةِ . ▪️إن مفهوم التضحية يختلف من شخص لآخر ، فعالم النفس «أدلر» يرى أن: «التضحية سلوك ينبع من أسلوب الحياة ، حيث تبلغ الذات فيه أعلى مراتب الإنسانية ، لتكون ذاتاً فعالة خلاقة لأن تتخطى عقبات الحياة و ظروفها » . ▪️فمفهوم التضحية و بذل الغالي الرخيص يختلف من شخص لآخر تبعا لما يعتقده الإنسان و يتعلق به ، فتجد أن الإنسان إذا أحب شيئا ما فإنه يضحي من أجله . محل الشاهد : ▪️إذا كانت التضحية في كل ما سبق في الجانب الإيجابي ، فكذلك تكون التضحية في الجانب السلبي ، لأن صاحبه يعتقد فكرة أو حرفة أو جريمة يضحي بكل شيء من أجلها مع أنها باطلة و محرمة ، فأنت ترى أن السارق يضحي من أجل سرقته و لو أدى ذلك إلى حبسه وسجنه ، وترى الزاني يضحي من أجل شهوته ، و ترى شارب الخمر يضحي بالغالي و الرخيص من أجل سكره ، و ترى صاحب الأفكار المتطرفة الهدامة العفنة يضحي بنفسه و ماله من أجل ترويج باطله ، حتى و لو أدى ذلك بحياته . ▪️فالمخلص لدينه لعقيدة و الحسيني هو من كان بجانب التضحية الايجابية ، من يحمل أدوات البناء و التشييد ، و المعادي له صاحب التضحية السلبية ، من يحمل معاول الهدم و التخريب ، و المحب للحسين يكون محب للاسلام و بلاد الاسلام من ينشد الخير و السلام و الأمن لبلده و مجتمعه.. و عكسه هو الذي يسعى لإذكاء الفتن و إشعال الحرائق و يمارس الإرهاب و الجريمة المنظمة..  ان جميع اليوم  يتغنى باسم الوطنية و الحسينية  و يدعون خدمته للوطن و للحسين ( ع ) ،  و العمل لصالح ، و لكن مع الاسف اختلطت على العامة المفاهيم و الأعمال ، و بات من الصعب في العديد من الحالات و الظروف و الأوضاع و الاضطرابات السياسية و الأمنية التمييز بين المصداقية و الزيف في استخدام هذه الشعارات ، و بين المواطن الصالحة و العقيدة الحسينية كذلك  الناصح الباني لوطنه.. و بين ذلك الكاذب المضلل المتاجر بقضايا وطنه و شعبه ، بين من يدافع عن الوطن و من يخونه . محل الشاهد : إن المؤمن الحقيقي الحسيني ، يكون وفيًّا أعظم ما يكون الوفاء لوطنه ، محبًّا أشد ما يكون الحب له ، مستعدًا للتضحية دائمًا في سبيله بنفسه و نفيسه ، و رخيصه و غاليه ، فحبه لوطنه حب طبيعي مفطور عليه ، حب أجل و أسمى من أن ترتقي إليه شبهة أو شك ، حب تدعو إليه الفطرة ، و ترحب به العقيدة ، و تؤيده السنة ، و تجمع عليه خيار الأمة ، فيا له من حب! قيل لأعرابي: كيف تصنعون في البادية إذا اشتد القيظ (الحر) حين ينتعل كل شيء ظله؟! قال: “يمشي أحدنا ميلاً ، فيرفض عرقًا ، ثم ينصب عصاه، و يلقي عليها كساه ، و يجلس في فيه يكتال الريح ، فكأنه في إيوان كسرى ، أي حب هذا و هو يلاقي ما يلاقي!! إنه يقول: أنا في و ظني بهذه الحالة مَلِكٌ مثل كسرى في إيوانه . ايها الاحبة :  ▪️إن الحسيني من يكون ذات مواطنة صالحة وذات قيم و مبادئ و إحساس و نصيحة و أمر بالمعروف و نهي عن المنكر ، و عزة و موالاة و تضحية و إيثار و التزام أخلاقي للفرد و الأمة . ▪️ان الحسيني يكون ذات شعور بالشوق إلى الوطن حتى و إن كان لا يعيش الفرد في مرابعه . فأين هؤلاء الذين يدّعون حب الامام الحسين ( ع ) ويدعون حب الوطن و الوطنية و لا ترى في أعمالهم و سلوكياتهم و كلامهم غير الخيانة و العبث بمقدراته ، و العمالة لأعدائه ، و تأجيج الفتن و الصراعات بين أبنائه ، و نشر الرذيلة و محاربة الفضيلة!! النتيجة : ▪️هناك فرق بين التضحية الايجابية ، و التضحية السلبية ، و ان اليوم من مصاديق التضحية الايجابية الحسينية هي المواطنة الصالحة ، هم اصحاب الدين و السائرين على نهج الامام الحسين نهج الاصلاح شريطة على ان يكون على نهج رسول الله ( ص ) و علي بن ابي طالب ( ع ) كما صرح بكلماته . اللهم احفظ الاسلام و اهله اللهم احفظ العراق و شعبه
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك