المقالات

أوروبا أرض خصبة للديمقراطية،


 

 نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

دول أوروبا ليست وليدة اليوم بل كانت أرض أوروبا مكان لنشوء وولادة الفلاسفة، الديمقراطية الغربية نتاج اتعاب قرون من الزمان على نقيض الشعوب العربية التي تعرضت للاضطهاد واحتلال الأمم الأخرى بظل قبول ومباركة زعماء العرب وامتلاكهم إمكانية القبول بالمحتلين والتعايش والتعاون معهم، لا وجود بالعقلية العربية للديمقراطية، لذلك  الديمقراطية نشأت في الغرب اصلا. الديمقراطية أوجدت نظام سياسي حاكم وفق قوانين ودساتير، هذه القوانين والدساتير نتاج تطورات الفكر والفلسفة في أوروبا والولايات المتحدة لقرون طويلة من الزمان.

لذلك الانتقال الديمقراطي يتم من خلال خلق بيئة مجتمعية واعية ومن خلال النفوذ للبيئة المجتمعية  يتم خلالها تفكيك النظام الغير الديمقراطي القديم والعنل على انهياره، وبناء نظام ديمقراطي جديد،

 البيئة العربية بيئة بداوة تفضل حكم الحاكم الظالم الجائر، كان النظام الإقطاعي بالعراق مبني على إذلال الفلاحين وجلدهم بالسوط من قبل شيوخ الاقطاع، وغالبية الضحايا وبعد تحريرهم من قبل الشهيد عبدالكريم قاسم تجدهم يقصون قصص جلدهم إلى احفادهم ويفتخرون أن فلان شيخ اقطاعي جلده بالسوط أو حتى بالكلاش وتراه يترحم عليه، شعوب العالم الحرة تنظر إلى الديمقراطية حق ينتزع بالقوة، عندما يستمر النظام الملكي الحاكم ومعه الاقطاع ورجال الدين في الكنيسة في اضطهاد واذلال الشعوب، يقابله نقيض لدى ثقافة العرب والمسلمين من ابشق السني حيث يحرمون ويكفرون الحديث عن الديمقراطية والفلسفة وتجريم وتكفير كل شخص يثور على الحاكم بحيث ابو هريرة أورد حديث عن رسول الله ص يقول لا يجوز الخروج على الحاكم وإن ادمى ظهرك وسلب مالك، الحديث مكذوب ويتنافى مع القيم الإسلامية السمحاء.

الإغريق والرومان القدماء، يُعتبرون مؤسسي الحضارة الغربية، وهذا في اعتراف النخب والمفكرين والفلاسفة الأوروبيين الذين قادوا حقبة الثورة الفرنسية وحركة التنوير في أوروبا و نشوء الفكر الماركسي واليساري في  القرن الثامن عشر الذين،  ان الديمقراطية نقيض العنف، والثقافة العربية مبنية على أساس العنف والقتل والسلب والسبي وإشباع الغريزة الجنسية.

ورغم أن الديمقراطية والليبرالية قد ترسخت في أوروبا لكنها أيضا أصبحت نتاج نظام أيديولوجي له أهداف لايختلف عن الأيديولوجيات الدينية و الإقطاعية التي كانت حاكمة في أوروبا في السيطرة والهيمنة على أوروبا والعالم من خلال الديمقراطية، الليبرالية والديمقراطية الغربية تطبق النظام الديمقراطي بحكم الشعوب الأوروبية لكن الأنظمة الأوروبية لا تتحرج في دعم ومساندة ومساعدة أنظمة دكتاتورية تحكم بعقليات  بدوية في العالم العربي معروفة في دعم ونشر كل أنواع الإرهاب والتخلف والكراهية بالعالم، بل بسبب أنظمة البداوة الوهابية ونشرها للفكر الوهابي تعرضت شعوب أوروبا إلى عشرات بل مئات العمليات الإرهابية من خلال عمليات الدهس والطعن والضرب بالسيوف  والسواطير أو من خلال تفجير أحزمة ناسفة.

البيئة الغربية أرض خصبة بسبب التعلم  وتأسيس الأحزاب اليسارية ما بعد الثورة الفرنسية باتت أرض خصبة لقبول الأفكار المستنيرة وتقبل قيم الفردية وازدهار الحركات اليسارية واضمحلال الفكر الديني لحكم الكنيسة  جعلت شعوب أوروبا تتقبل النظرية الديمقراطية الليبرالية كنظام سياسي بظل وجود تربة صالحة، على عكس الشعوب العربية التي لازالت تتبنى الفكر الديني البدوي الوهابي التكفيري الذي يعتبر قراءة الفلسفة كفر وإلحاد واختبار الثورة ضد الحاكم المستبد إجرام ومروق ضد الدين وخروج على ولي أمر المسلمين.

البيئة المجتمعية الأوروبية تبنت القيم الديمقراطية بشكل عام ولم يقتصر تبني الفكر اليساري على النخب المثقفة فقط، بالدول العربية اختصر تبني القيم اليسارية والديمقراطية على قلة قليلة من النخب المثقفة، غالبية النخب العربية  هم نتاج بيئة مجتمعية متخلفة بحيث نفس هذه القلة من النخب تفكر بفكر مشابه لفكر القاعدة وداعش في التعامل مع القلة القليلة من الكتاب والمثقفين الذين يختلفون معهم بطريقة النظرة لاحترام عقائد وتقاليد وأعراف  المجتمعات العربية ووصفهم في التخلف….الخ.

جامعات الغرب بفترة من الزمن كانت معقل الى الشيوعية الثورية  والتي جعلت من أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية في إحضار علماء اجتماع لدراسة ظاهرة انتشار الشيوعية الثورية واستمرت الدراسة عشرين عام انتهت بوضع توصيات في دعم تأسيس أحزاب يساري تتبنى النظرية الرأسمالية وتدجين البيئة المجتمعية في ترك الشيوعية الثورية التي تتعارض مع أطماع وتوحش الرأسمالية الغربية.

أن شر البلية ما يضحك في انتخابات الدول العربية تجد رفع شعارات الديمقراطية من قبل البعثيين والاحزاب الإخوانية الدينية المتوهبين لخداع عامة الناس وكسب أصواتهم للوصول إلى البرلمان، يستعملون ابشع صور التقية، ولنا بتجربة طيب اردوغان رفع شعارات الليبرالية والمساواة بعد وصوله للحكم بطش في الحركات اليسارية

واودعهم السجون وقام بدعم الحركات التكفيرية القاعدية والداعشية بالعراق وسوريا وليبيا لتحقيق مطامعه التوسعية وسرقة ثروات العراقيين والسوريين والليبيين، المتابع لمهازل دعم الديمقراطية تجد النظام السعودي البدوي المتخلف ناشر الكراهية والتخلف والإرهاب يتحدث عم دعم الديمقراطية في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وفي الحقيقة أن دعم دول للخليج البدوية للإرهاب بالعراق وسوريا وليبيا واليمن هو استهداف لتلك الشعوب التي ما زال جزء كبير من ابناء تلك الشعوب يرفض الانبطاح والتطبيع والذل، مليارات سعودية سلمت إلى فئات بعثية مجرمة متمسكة في ابشع التقاليد  العشائرية والطائفية التكفيرية تحت كذبة دعم الديمقراطية والاعتدال وفي الحقيقة كل هذه الأموال استهداف لابناء الشيعة بالعراق دون غيرهم.

غالبية شعوب أوروبا تخلصت من عقلية الانقلابات العسكرية من خلال تبني أنظمة الملكيات الدستورية والتي طبقت كنماذج حكم راقية يكون الملك رمز تشريفي والشعب ينتخب أحزاب في تولي رئاسة الوزراء والبرلمان، ملكة الدنمارك من سلسلة عائلة ملكية حكمت الدنمارك منذ أكثر من ٨٠٠ عام وقيل منذ ألف عام، شعب الدنمارك يكن كل الاحترام والتقدير للعائلة الملكية الحاكمة، لذلك لايمكن أن تنجح الديمقراطية بالشرق الأوسط بدون تطبيق نموذج الملكيات الدستورية، لأن الحاكم بالعالم العربي يرفض التنازل عن السلطة وحتى لو تم حرق الشعوب العربية،  هناك من المستكتبين العرب يقولون في كتاباتهم  يقولون لماذا  نجحت الديمقراطية المفروضة على اليابان وكوريا الجنوبية، يقولون بسبب وجود  ببنية اقتصادية متينة، وهذا الكلام ساذج بل المجتمع الياباني والكوري الجنوبي يتبنى الديانات الوطنية التي ترفض كل أشكال القتل والكراهية واءلال الشعوب الآخرة وتتبنى نهج التعاون والتبادل التجاري لذلك البيىة المجتمعية تقبلت دعم الاقتصاد الخاص والحكومي وازدهار تلك الشعوب اقتصاديا، تبقى البيىة المجتمعية العربية ساذجة وغير صالحة لتبني القيم الديمقراطية لأسباب عديدة ومن اهم تلك الأسباب الدول العربية تمتلك ثروات بترولية وغازية ومعاناة كبيرة جعلت من دول الغرب تدعم أنظمة دكتاتورية ظالمة تضطهد الشعوب العربية وتسلم ثروات العرب للدول الغربية الاستعمارية.

  

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

8/8/2022

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك