فهد الجبوري ||
مسؤولية الاعلام هي نقل الحقائق بموضوعية وحيادية وصدق
الأزمة السياسية الراهنة التي يمر بها العراق هي الأخطر منذ عام ٢٠٠٣، واللاعبون الأساسيون في المشهد السياسي تقع عليهم مسؤولية شرعية ووطنية في احتواء هذه الأزمة ، وإيجاد الحل المناسب لها ، وذلك حفاظا على أمن واستقرار الشعب ، ودرءا للفتنة التي يحاول الأعداء اثارتها وتأجيجها خدمة لمصالحهم .
والأزمة بكل تعقيداتها لا يمكن حلها عن طريق استعراض قوة الشارع ، او لي الأذرع ، وفرض الأمر الواقع ، وإنما بالحوار ، والاحتكام الى الدستور ، واحترام الأعراف الديمقراطية ومنها مبدأ التداول السلمي للسلطة .
لقد ضمن الدستور حرية التعبير لابناء الشعب العراقي ، ولقواه السياسية وفعالياته الاجتماعية والفكرية ، ولكن ينبغي أن يمارس هذا الحق بمسؤولية عالية ، وأن يكون في سياق المحافظة على مصالح البلاد العليا ، بعيدا عن حملات التسقيط والتشهير ، وتأجيج المشاعر والعواطف عند عامة الناس سعيا وراء تحقيق مكاسب آنية قد تكون سببا في زعزعة الأمن والاستقرار والسلم الأهلي .
وسائل الاعلام المتنوعة من فضائيات ، ووكالات أنباء ، ومراكز خبرية ، ومواقع تواصل اجتماعي تلعب دورا هاما وأساسيا في توجيه وتبصير الرأي العام ، وتقع عليها مسؤولية نقل الحقائق كما هي دون تحريف ، أو تشويه ، ولابد ان تتقيد بقواعد العمل الإعلامي وفي مقدمتها الموضوعية والحيادية والصدق ، والابتعاد عن اثارة القضايا التي تزيد من حدة الخلافات والتوتر .
وفي ظل الأزمة الراهنة ، يكون دور وسائل الاعلام هو توضيح الحقائق للجمهور ، ووضعه في الصورة الحقيقية لمجريات الأحداث ، والتركيز على نقطة جوهرية : وهي أن من ينشد الإصلاح ، ويرفع شعاراته ، يترتب عليه احترام الدستور ، ومؤسسة القضاء ، ومؤسسات الدولة وفي مقدمتها مجلس النواب ، واحترام إرادة الناخبين ، والابتعاد عن لغة التهديد ، والتصعيد ، والوعيد ، وعدم استخدام الشارع لفرض سياسة الأمر الواقع .
https://telegram.me/buratha