المقالات

لماذا اختار الأمام الحسين الشهادة في العراق؟!

2203 2022-08-14

  مهدي المولى ||    المعروف عن العراق بلد   يضم  أعراق وأجناس وألوان مختلفة  وأديان وأفكار متنوعة   كما إن  العراقيين أهل حضارة وعلم وفكر  وعقل  فكان أبنائه بشكل عام أهل تجديد وثورة  وذات نزعة حضارية إنسانية  ومعادين  للتعصب  والانغلاق   فكانوا منفحتين على الشعوب والأقوام الأخرى.   كما معروف عن العراقيين جميعا  أنهم اعتنقوا الإسلام قبل وصول غزو بدو الصحراء  وكان ذلك عن طريق اليمن التي كانت جزء من العراق  حيث ارتفعوا الى مستوى الإسلام وآمنوا به على خلاف الأعراب أي بدو الصحراء التي أنزلت الإسلام الى مستواها وطبعته بطابعها وفرضته على المسلمين وحولته من رحمة للعالمين الى شقاء للعالمين الى دين غزو وذبح وأسر واغتصاب ونهب  وهذا هو سبب العداء للعراقيين  من قبل بدو الصحراء سواء كانت الفئة الباغية بقيادة آل سفيان وامتدادها الوهابية بقيادة آل سعود وحقدها عليهم.  فالشعب العراقي شعب حضاري  وذات نزعة إنسانية  يؤمن بالعقل فكان مصدر ومنبع كل الحركات  الفكرية والسياسية  وكل المفكرين والعلماء الذين يؤمنون بالتغيير والتجديد ويدعون الى حرية  الإيمان بحرية العقل وتنظيفه وتطهيره من كل الشوائب والأدران التي طرأت عليه خلال  دخول بدو الصحراء وسيطرتهم عليه.  وهذا هو السبب الذي دفع الإمام علي على نقل خلافته  من الجزيرة  او الذي دفع الإمام علي على أن يستشهد في العراق وكذلك هو السبب الذي دفع الإمام الحسين الاستشهاد في العراق  ولو استشهد الإمام علي  والإمام الحسين في بلد غير العراق مثلا في الجزيرة او حتى في بلد آخر غير العراق   لما بقي لهما من أثر ولم يذكرهما أحد  وتتجاهل تضحياتهما  واستشهادهما  كما حدث لقتل الكثير من قادة وأهل الإسلام  كسعد بن عبادة ومالك بن نويرة  وإبادة الأنصار  وتدمير مدينة الرسول  المدينة المنورة وسموها المدينة الخبيثة وذبح محمد بن أبي بكر في مصر وحرق جثته. ومن هذا يمكننا القول ان  بقاء واستمرار صرخة  تضحية  دعوة الإمام علي ومن بعده الإمام الحسين يعود  بتمسك والتزام العراقيين بهذه الصرخة بهذه الدعوة بهذه التضحية. فالعراق كان شوكة في أعين  طغاة الأعراب والقوة الوحيدة التي تحول دون تحقيق أهدافهم. قيل ان الطاغية معاوية   زعيم الفئة الباغية  الأعراب ان ينهي الإسلام ويعيد الجاهلية وقيمها الوحشية المعادية لله وللحياة والإنسان من خلال تعيين ابنه يزيد  خليفة  على المسلمين  لكنه كان يخشى   غضب المسلمين   فدخل عليه الانتهازي المنافق الفاسد المغيرة من شعبه    فقال له  تقدم وحقق ما تريد وما تبتغي  فلا تفكر في  أهل الشام والجزيرة ومصر فهؤلاء لا يهمهم من الأمر شي لكن المشكلة في العراق  فانا على الكوفة وزياد ابن أبيه على البصرة  وسنقوم بذبح  كل من يرفض ذلك فلا ندع أي صوت يرفض ذلك    وفعلا بدأت عملية إبادة العراقيين  ومع ذلك استمر العراقيون في ثوراتهم وانتفاضاتهم على أعداء الحياة والإنسان  وكانوا يعيبون على العراقيين بأن ابن أبي طالب علمهم الجرأة على السلطان  وعلمهم أن لا يكونوا عبيدا لغيرهم. ومن هذا يمكننا القول إن العراق  هو القوة الوحيدة التي تقف بوجه الطغاة أعداء الحياة سواء كان الفئة الباغية بقيادة آل سفيان او امتدادهم  الوهابية بقيادة آل سعود  وأسيادهم آل صهيون  والسير في بناء حياة حرة وخلق إنسان حر عزيز  وذلك بفضل استشهاد الإمام على علي واستشهاد  الإمام الحسين في العراق.  كانا يعلمان إنهما  سيقتلان  سيستشهدان  على يد الفئة الباغية  لهذا فضلا  الاستشهاد  في العراق ليعيشا في قلوب العراقيين  والناس أجمعين  وبالتالي ينتصران ويحققان  أهدافهما  ولو استشهدا في غير العراق  لنسيهم الناس  ويزول تأثيرهم.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيد
2022-08-14
شكرا مقدما واحب ان اضيف . الانسان العراقي به ميزة وهي اذا جاءه فكر او اي تيار فياتي اليه كمنتمي فإن كان باطل حاربه وان كان حق كلا من اجله والدليل كم من العراقيين انتمى للبعث وحينما رأوا انه فكر سيء وشعاراته مزيفة حاربوه واما نهضة الحسين فها نحن نقدم ارواحنا وما نملك من اجل دين الله الحق ولهذا السبب نقل امير المؤمنين علي بن ابي طالب الخلافة من المدينة الى العراق . وشكرا سيدي الكريم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك