المقالات

"فسطاط" الحسين كان جامعا ولم يكن مفرقا؛


سميرة الموسوي ||   الى/ المسؤولين والقيادات السياسية : فسطاط الحسين كان جامعا ولم يكن مفرقا؛ والحر الرياحي حاور نفسه فإهتدى لنصرة الحق . الجمعة ٢٠ محرم الحرام ١٤٤٤هج  ______ __ الحوار كان ولم يزل إسلاميا ولا سيما في مذهب أهل البيت عليهم السلام ، وقد أشتهر  الامام جعفر الصادق عليه السلام بقدرته على الاقناع من خلال الحوار ،لان الحوار سمة إنسانية متسامية بالرقي والمسؤولية وإحترام الآخر ، ومهمته التوصل الى فهم مشترك وعندئذ تظهر الحلول ، هكذا إنتصر إحياء أمر أهل البيت الكرام عليهم السلام ،فالحوار يتفوق على كل عقبة حين يتركز على تطوير المشتركات ،فالحياة تنسجم مع الناس حين تتمازج مشتركاتهم، وما خاب عقل لزم الحوار في المشتركات فكيف إذا كان المتحاورون في وطن واحد ، ودين واحد بل وأحيانا في مذهب واحد ، وفي السياسة حتى إذا قام الحوار على القيم الانسانية النبيلة فإن النتيجة المؤكدة هي السمو في التآتخي والمشاركة في بناء حياة أفضل . __ وكان جهاد أهل البيت عليهم السلام هو جهاد التبيين الذي يقوم على نسف التزييف والتحريف والكذب وساحة هذا الجهاد هي الحرب الناعمة التي يعمل فيها الحوار بإعتباره أحد أساليب جهاد التبيين دورا فاعلا في إظهار الحقائق والدفاع عن الحرية  والعدالة والكرامة الانسانية . __ ومنذ عام ٦١ هجرية = ٦٨٠ ميلادية حين تأسس الحوار الانبل والاسمى في فسطاط الحسين عليه السلام وتحديدا في واقعة الطف وقبلها وبعدها حيث كان سيد الشهداء عليه السلام يتحاور مع الاعداء بخطبه وحتى حين كانت السيوف تتحاور لم ينقطع الامام عن جهاد التبيين بالمحاورة مع الاعداء . ومنذ تلك المحاورات المتفردة في عمق التاريخ يجتمع الناس على نصرة الحسين فكرا ومنهجا وسلوكا. __ فسطاط الحسين عليه السلام أسس للحوار حتى في فوهة بركان الحرب ، كما كان قبلها ، فإذا كان الاعداء آنذاك لا يعرفون سوى لغة السيف وقد غُرر بهم فأن أكثرهم قلوبهم مع الحسين عليه السلام ،أي إنهم كانوا مع الحوار لو سنح وزالت أسباب التصعيد بأتجاه الحرب ، ومصداق ما ذكرنا هو ما حدث بعد إنتهاء معركة الطف ، فقد بدأت حوارات جهاد التبيين ، وعرف الناس حق الحسين عليه السلام  بوضوح ،وكان لحوارات الامام السجاد ، والسيدة زينب الكبرى عليهما السلام أبلغ الاثر في تبيين الحق حتى إمتلأت آفاق التاريخ بحق الحسين في ثورته .  __ وبلا هوادة سعى أهل البيت عليهم السلام في حواراتهم مع الناس وبمفهوم جهاد التبيين فكان ان سجل التاريخةأبهى طرق النضال للاحرار ومنح الشعوب الامل الاكبر للتحرر ومحاربة الطواغيت والهيمنة . __ الحسين عليه السلام لم يعتصم بغير حبل الله العلي القدير ، أما الاعتصام في الشوارع ومؤسسات الدولة وتعطيل مصالح الناس عموما  وخصوصا العاملين في كل مؤسسة تأثرت بإستمرار قطع الشوارع اليها أو وقوف إنسيابيتها فلا علاقة له بمشروعية هدف وطني ، وكلامنا هذا لا يستثني أحدا مهما كان عنوانه ، وحيثما تأثرت مصالح الناس . __ أيها الاخوة الكرام من المسؤولين ؛ حاوروا أنفسكم أولا وكأنكم بيوم الطف وكما رآه ( الحر الرياحي ) وهو يقف في فسطاط الاعداد يحاور نفسه ، وينصر النفس اللوّامة على النفس الامّارة بالسوء ، لقد  إنتفض هذا الفارس المسلم  على نفسه بالحوار وتخلص من وعود الطمع حتى تسامى على الاهواء وأرتعب حين إمتلأ الافق أمامه ب ( ويل لمن إتخذ إلهه هواه ..) وعندئذ لكز حصانه وإنطلق غير عابيء بجوائز الاعداء وإغواءات النفس حتى تنفس الصعداء في فسطاط الحسين عليه السلام . ( ... وإعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ) 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك