عدنان علامه ||
/ عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
خلال تصفحي اوضاع اليمن لفت أنتباهي تقرير عن الخبير الإقتصادي الدولي النيوزلاندي هارولد بوب عن اليمن وثرواته بتفصيل دقيق وكأنه يعيش في اليمن وأدرى بشعابها. وقد نشرته "شبكة اليوم الثامن بتاريخ 15 حزيران / يونيو 2019" ( الرابط أسفل المقال) .
فهذا التقرير يجب ان يقرأه كل يمني يوميًا؛ لأنه يثبت بما لا يدعو للشك السبب الحقيقي للإحتلال الكوني لليمن بقيادة السعودية والإمارات خدمة للعدو الصهيوني ولدول الإستكبار العالمي؛ ولمنع اليمنيين من استثمار ثرواتهم الطبيعية.
وإذا راقبنا خارطة توزيع قوات الإحتلال على الأراض اليمنية نجد أن قوات الإحتلال الإماراتية ومرتزقتها تسيطر على كافة الموانئ في خليج وعدن والبحر الأحمر، ومناجم الذهب. بينما قوات الإحتلال السعودية ومرتزقتها تسيطر على المهرة وشبوة وحضرموت ومأرب والمناطق الغنية بالنفط والغاز.
سبع سنوات مرت وقوات الإحتلال نهبت ولا تزال تنهب الثروات من نفط وذهب وثروات معدنية وتحرم المواطن اليمني من التنعم بثروات بلاده؛ حتى أصبح 80 % من الشعب اليمني يعاني َمن المجاعة. ولا يملك قوت يومه.
وقد لجأت قوات تحالف العدوان إلى خدعة طلب وقف إطلاق النار لتعزيز وضعها الداخلي ولتحكم سيطرتها على مناطق النفط بعد ان تعاظمت قوة مرتزقتها. فكان قرار تصفية حزب المؤتمر الذي انتقم من قرار تصفيته بإرتكابه جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بحق الأشراف من آل الامير في مأرب وذلك بهدف تحميل المحتل وزر تلك المجزرة ولتقديم أوراق إعتماده بأنه الحزب الوحيد القادر على إراقة الدم اليمني لتحويل قضية الإحتلال إلى صراع داخلي بنظر المراقبين.
فعلى المضللين أن يعرفوا بأن الإحتلال ومرتزقته هم السبب الرئيسي الوحيد لمعاناتهم. وَفقد نهبت قوات تحالف العدوان ثروات اليمن والتي تقدر ببلايين الدولارات وفرضت حصارًا جائرًا على كافة المنافذ اليمنية البرية والبحرية والجوية ولا تزال وبالرغم من بنود إتفاق وقف إطلاق الذي التي تخفف من الحصار.
إن بقاء قوات الإحتلال في اليمن تحت أي مسمى سيحول اليمن إلى فلسطين ثانية التي تآمر حكام العرب عليها؛ والتآمر اليوم مستمر بتأييد الحكام العرب الإحتلال الصهيو-أمريكي لليمن تحت ستار تحالف العدوان السعودي الإماراتي خدمة لأجندة الصهاينة.
إن تجربة وقف إطلاق النار مع المحتل السعودي والإماراتي أكدت وبالدليل الملموس بأن. الإحتلال مهما تغير إسمه وشكله فإنه لا يلتزم بالعهود والمواثيق. وهو ينتهز فترة الهدوء لتعزيز مواقعه وتثبيتها بما يخدم مصالح واستراتيجية إحتلاله.
وقد أثبتت التجارب عبر الأجيال بأن تحرير الأرض لم تتم بالتفاوض بل بالحرب الشعبية طويلة الأمد. وخير دليل على ذلك إنتصار فيتنام وكوبا ولبنان على الإحتلالين الأمريكي والصهيوني.
وبالتالي فإن التاريخ اليمني يبلغنا بأن الشعب اليمني قد قاوم الغزاة والمستعمرين بسبب موقعه الإستراتيجي على مر الزمان، حتى أصبح اليمن يعرف بمقبرة الغزاة.
وإن غدًا لناظره قريب
29 آب/اغسطس 2022