فهد الجبوري ||
الأزمة السياسية التي يعيشها العراق منذ اكثر من عشرة اشهر لا سبيل لحلها واحتوائها الا بالحوار البناء والجلوس الى طاولة المفاوضات ، وشعور جميع القوى والأحزاب السياسية بالمسؤولية الشرعية والوطنية ازاء البلد والشعب ، وهذا يتطلب بالدرجة الأولى اجراء مراجعة شاملة للأوضاع العامة في البلاد ، وتشخيص العوامل والأسباب التي أطالت من أمد الأزمة ، وبقاء العملية السياسية في خانة الانسداد والانغلاق ، الأمر الذي تسبب في تعطيل الكثير من مصالح الناس ، ناهيك عن حالة التوتر والترقب التي يعيشها الشعب العراقي منذ اجراء الانتخابات البرلمانية في شهر اكتوبر من العام الماضي وحتى اليوم .
لقد شهدت بلدان عديدة أزمات مشابهه للازمة العراقية ، وقد جرى التعامل معها بالسياقات الدستورية والحضارية وذلك حفاظا على السلم الأهلي ، ومراعاة لحقوق الناس ، ومصالحهم .
ما جرى في العراق كان بالإمكان تفاديه ، لو أن جميع القوى السياسية التزمت بالدستور ، واعتمدت الحوار البناء طريقا لحل المشاكل والأزمات .
من أهم شروط نجاح الحوار ، هو الشعور العالي بالمسؤولية الشرعية والوطنية ، والترفع عن حطام الدنيا ، واللهاث وراء المكاسب والمصالح الضيقة .
لقد كان الشعب العراقي يراقب عن كثب التطورات والأحداث الجارية في البلاد ، ولاسيما ما حصل يوم امس من صدامات واشتباكات عنيفة تسببت بوقوع ضحايا وقتلى وجرحى سواء في صفوف المتظاهرين او من القوات الأمنية المكلفة بمهمة حماية مؤسسات الدوله وحفظ الأمن .
على القوى السياسية ان تستوعب الدرس مما حصل يوم الاثنين ، وأن تسارع الى استثمار الفرصة السانحة اليوم للدخول في حوار حقيقي وجاد هدفه الوصول الى نقاط تفاهم مشتركة محورها هو التقيد بالدستور وأحكامه ، وعليها ان تثبت مصداقيتها ووطنيتها وحبها للشعب ، وهذا لن يتحقق الا بسلوك نهج وطني جديد يقوم على مبادئ الشرع ، والالتزام بالوطنية الحقة ، والذوبان في المصالح العامة للشعب والبلاد .
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha