المقالات

عندما تكون السياسة فن المستحيل..!

1518 2022-09-01

حمزة مصطفى ||

 

مثلما ان السياقة " فن وذوق واخلاق" وهو الشعار الذي ترفعه دوائر المرور، فإن " السياسة فن الممكن" وهو الشعار الذي ترفعه كل اكاديميات السياسة في العالم، وفي نفس الوقت يتعامل معه الساسة المحترفون. كل السياسيين الذين نجحوا في ميدان الممارسة السياسية انما كان رائدهم في العمل السياسي هو المرونة حيث يتطلب الموقف ذلك والشدة حين تسمح الظروف والوقائع. وعلى وفق ماهو منسوب الى معاوية ابن أبي سفيان القائل " لو كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، اذا ارخوا شددت واذا شدوا ارخيت" يعمد الكثير من دهاة السياسيين في العالم الى اتباع هذا الأسلوب في التعامل مع ما يواجهونه من تحديات سياسية. شعرة  معاوية التي ذهبت مثلا هي تجسيد لمرونة لابد منها في اي عمل سياسي. للأسف الامر شديد الاختلاف في العراق. الطبقة السياسية العراقية كلها تقريبا تعجز عن مواجهة مايواجهها من أزمات سياسية بالدرجة الاولى. التحديات الاخرى مثل الاقتصاد والامن والمياه والجفاف والتصحر وسواها من تحديات تقام من أجلها المنظمات والاتحادات وتعقد في سبيل البحث عن حلول وقتية او مستدامة لها القمم والمؤتمرات انما هي خارج منظومة التفكير السياسي عند طبقتنا السياسية. العجز في الميزانية يعالج في الغالب بسحب احتياطي العملة في البنك المركزي. وحين ترتفع اسعار النفط ويرتفع الفائض النقدي يكون مدعاة للراحة لأننا تمكنا من تأمين الرواتب لسنة او اكثر. اما قصة المياه والجفاف والتصحر فهذه لاتزال في عرف طبقتنا السياسية من النوافل لا أكثر.

شغل سياسيينا الشاغل هو السياسة فقط. ليس لديهم سوى السياسة. الانتخابات سياسة. تبليط الطرق سياسة. إصلاح خسفة في الشارع سياسة. تعيين امين للعاصمة او مدير لإحدى البلديات سياسة. تبادل التهاني في العيد سياسة. بل حتى جمعة مباركة سياسة. بل تكاد تكون الأخيرة سياسة السياسات.فمن ترسل له جمعة مباركة تعني له انك منفتح على الآخر. واذا ارسل زعيم لزعيم جمعة مباركة فإن هذا يعني لجمهور الزعيم الواقعي والالكتروني احد مفاتيح الازمة واول بداية جادة لحل الانسداد السياسي.

لماذا؟ خوش سؤال وفي وقته تماما. الجواب يا طويلي العمر أن السياسة عندنا بخلاف كل الدنيا فن المستحيل. نحن نمارس السياسة حتى " نبز" الطرف الآخر. الآخر وليس الثالث، احذروا التقليد، لان الطرف الثالث هو الذي " يبزنا" دائما وابدا. نحن لا نمارس السياسة من أجل البلاد بل من أجل نلعن " سلفا سلفا" اهل البلاد. نحن لا نمارس السياسة من أجل العباد لقناعتنا ان العباد لاهم لهم سوى لعن " سلفا سلفانا" في صلاتهم ودعائهم وتسبيحاتهم. الفرق بيننا وبين سياسيي العالم ان السياسي فيهم يبدا متمرنا حتى يحترف لكي يقال عنه كيسنجر زمانه، بينما نحن كيسنجر عندنا بكامل احترافيته يبدا بالهبوط من التل نيابة عن البعير الى ان يصبح سياسي لا يشق له .. صخام.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك