فهد الجبوري ||
نشرت صحيفة الغاردين البريطانية اليوم الخميس مقالة للباحث روبرت رايش سلط فيها الضوء على الوضع السياسي العام في الولايات المتحدة ، والتهديدات الخطيرة التي تواجه النظام الديمقراطي فيها في ضوء الاختلافات العميقة ، والمناوشات السياسية الحادة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري .
· في العناوين البارزة التي تصدرت المقالة يقول الكاتب :
حديث بايدن سوف يتناول الحقيقة المرة : الديمقراطية الأمريكية تحت تهديد خطير
الخيار السياسي الأساسي لم يعد بين الديمقراطي والجمهوري ، أو بين اليسار واليمين ، أو بين الليبراليين والمحافظين . إنه بين الديمقراطية أو الفاشية الاستبدادية .
يقول الكاتب " يوم الخميس ، جو بايدن سوف يلقي خطاب الذروة خارج قاعة الاستقلال القديمة ، التي التقى فيها قبل ٢٣٥ سنة واضعوا الدستور لتأسيس القواعد الأساسية لشكل الحكومة الديمقراطي "
" وحديثه سوف يركز على ما يصفه البيت الأبيض " المعركة من اجل روح الأمة " - المعركة لحماية تلك الديمقراطية "
ويرى الكاتب " ان المعركة جارية بالفعل . بعد اسبوع من قيام فريق من وكلاء مكتب التحقيقات الفدرالي بتفتيش منزله في فلوريدا ، حذر ترامب من " أن الناس غاضبين جدا على ما حدث " ، وأنه اذا لم يتم خفض درجة الحرارة " فسوف تحدث أشياء فظيعة "
ويشير الكاتب الى " ان ترامب وحلفائه الجمهوريين يقومون بعمل كل ما بوسعهم لزيادة درجة الحرارة . ويوم الأحد الماضي ، حذر السناتور ليندسي غراهام " من اندلاع تظاهرات في الشوارع " اذا ما جرى مقاضاة ترامب "
ويقول الكاتب " لقد أمضى ترامب معظم الوقت من صباح الثلاثاء في اعادة نشر رسائل من مؤيدين معروفين لنظرية المؤامرة QAnon , ومن 4chan , وهي منصة رسائل مجهولة تقوم غالبا بترويج تهديدات بالعنف "
" والعديد من الرسائل التي أعاد نشرها ترامب هي استفزازات مباشرة ، مثل نشر صورة للرئيس بايدن ، و كاميلا هاريس ، ونانسي بيلوسي ووجوههم تحجبها هذه الكلمات " عدوكم ليس روسيا "
" ويذكر الكاتب ايضا " التهديدات عبر الإنترنت تتصاعد ضد موظفي الخدمة العامة . فقد تم استهداف بروس راينهارت ، القاضي الفدرالي الذي صادق على قرار تفتيش منزل ترامب برسائل تهدده هو شخصيا مع عائلته "
ويتساءل الكاتب " كيف يتم الرد على هذه الفوضى" ؟ ويجيب " يتم ذلك عن طريق تطبيق القانون القوي والثابت " . " وفي حال تم التأكد من ان ترامب قد خرق القانون - من خلال محاولة الانقلاب ، عن طريق الهجوم على مبنى الكابيتول ، أو من خلال سرقة مجموعة من الوثائق عالية السرية - فيجب محاكمته . واذا ما ثبت انه مذنب فلا بد من معاقبته بما في ذلك السجن "
ويسترسل الكاتب قائلا " نعم ، مثل هذه الملاحقات القضائية قد تزيد من حدة التوترات والانقسامات على المدى القصير . وقد تثير المزيد من العنف . لكن الفشل في تطبيق قوانين الولايات المتحدة ستكون له أضرار كبيرة على المدى البعيد . سوف تقوض قواعد الحكم ومصداقية النظام السياسي - بشكل مباشر وغير قابل للإصلاح اكثر مما فعله ترامب بالفعل "
ويقول " إن عدم تحميل الرئيس السابق مسؤولية الأفعال الإجرامية الجسيمة سوف يجر الى المزيد من تلك الأفعال من قبل الرؤوساء القادمين والمشرعيين " ويضيف " من المهم جدا ايضا لجميع الأمريكيين في الحياة العامة الذين يؤمنون بالديمقراطية أن يستحضروا ما يقوم به الحزب الجمهوري وماذا اصبح عليه : ليس فقط احتضانه لكذبة ترامب الكبرى ، ولكن تحركاته ايضا في قمع التصويت الانتخابي ، والاستيلاء على آلية الانتخابات ، وحظر الكتب ، وفرض القيود على ما يمكن تدريسه في فصول الدراسة والعنصرية "
ويضيف " بينما لا يملك اليوم الحزب الجمهوري قوة شبه عسكرية ، مثل القمصان البنية للنازية ، الا ان الجمهوريين يقومون بتعهيد تلك الفعاليات لمجموعات هامشية عنفية مثل Proud Boys وحراس القسم Oath Keepers وغيرهم والذين قاموا باقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير عام ٢٠٢١ ، والذين ما زالوا يهددون باللجوء الى العنف "
ويختتم الكاتب مقالته بالقول " أن الخيار السياسي الأساسي في امريكا ، لذلك ، لم يعد أبداً بين الديمقراطي والجمهوري ، بين اليسار واليمين ، بين الليبرالييين والمحافظين . أنه بين الديمقراطية والفاشية الاستبدادية "
روبرت رايش وزير سابق لوزارة العمل الأمريكية ، وبروفيسور في السياسات العامة في جامعة كاليفورنيا . وحاليا كاتب عمود في صحيفة الغاردين .
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha