فهد الجبوري ||
ايران تغلق حدودها مع العراق بسبب عدم القدرة على تفويج الملايين من الزائرين الإيرانيين التواقين للمشاركة في الزيارة .
بعد عبور ما لايقل عن ٥ ملايين زائر إيراني خلال الايام القليلة الماضية ، المزيد من الزوار ينتظرون السماح لهم بالدخول الى العراق
نشر موقع المونيتور تقريرا اليوم الجمعة عن الحشود المليونية التي تتدفق على كربلاء للمشاركة في زيارة أربعين الامام الحسين عليه السلام .
وقد جاء في التقرير :
الملايين من الزوار الشيعة يتدفقون على العراق للمشاركة في زيارة أربعين الامام الحسين (ع) ، وفيما يسافر الكثير منهم عبر المنافذ الحدودية مع العراق ، فقد تم إغلاقها اليوم بغية السيطرة على الاعداد الهائلة من الزوار الذين ينتظرون اذنا بالدخول .
واليوم المقدس ، الذي يبدأ مساء الجمعة القادمة ويستمر حتى مساء يوم السبت ، هو اليوم الذي يحيى فيه الشيعة مناسبة مرور أربعين يوما على يوم عاشوراء ، ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي ، حفيد النبي محمد .
وهذه هي السنة الأولى منذ تفشي وباء كورونا التي يستطيع الزوار الشيعة دخول العراق في اعداد كبيرة وبدون قيود .
وحتى الآن دخل حوالي ٥ ملايين زائر ، والعدد يتزايد باستمرار طبقا لمصدر من سلطات الحدود العراقية .
وقد أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية انه تم إغلاق جميع الحدود مع العراق اليوم ودعت الإيرانيين الى عدم السفر الى العراق نتيجة لعدم قدرة العراق على استقبال المزيد من الزائرين.
ودعت ايضا الزوار الإيرانيين الموجودين في العراق الى العودة بالسرعة الممكنة لفسح المجال أمام الآخرين لأداء الزيارة .
وقد فتح العراق خمسة مناطق عبور مع ايران : الشلامجة ، والشيب في الجنوب ، وزرباطية وخسروي في الوسط ، وباشماق في الشمال ، والتي هي تحت سيطرة حكومة اقليم كوردستان.
وبالإضافة الى الإعداد الكبيرة من الزوار الإيرانيين ، يدخل ايضا الآلاف من المواطنين الأفغان الى العراق عبر ايران طبقا لاتفاقية بين الحكومتين العراقية والإيرانية .
والعراق ليس لديه علاقات دبلوماسية مع أفغانستان منذ سيطرة حركة طالبان على الحكم هناك العام الماضي ، لذلك قرر العراق ان يستقبل الزوار الأفغان الذي يحصلون على تأشيرات دخول متعددة الى ايران . وهم يأتون الى العراق عبر ايران مع نفس تأشيرة الدخول .
وقد وضع هذا ضغطا كبيرا على السلطات العراقية التي تتولى ادارة المراسم والزوار .
وشكلت الحكومة العراقية لجنة خاصة تحت إشراف وزير الداخلية عثمان الغانمي ، وفيها اعضاء بارزون من باقي المؤسسات والدوائر المعنية ومنها وزارة الصحة ، وسلطات الحدود وغيرها .
أغلبية الخدمات ، ومنها إقامة الزوار يقوم بتوفيرها المتطوعون العراقيون الذين يقدمون الطعام ، والملابس ، والسكن للزوار على طول الطرق المؤدية الى كربلاء ، التي تحتضن المرقد الشريف للامام الحسين .
النقل ، والخدمات الصحية والكهرباء وغيرها من الخدمات العامة هي من مسؤولية الحكومة .
وزيارة الأربعين هي المناسبة الأهم بالنسبة لشيعة العراق ، وأن غالبية الزوار يقدمون الى العراق في هذا اليوم .
وسوف تحل الزيارة يوم السابع عشر من الشهر الحالي ، ولكن مع ذلك فإن الزيارة تستغرق حوالي ثلاثة اسابيع ، أسبوعان قبل هذا اليوم ، وأسبوع بعده ، حيث ان الغالبية العظمى من الزوار يأتون الى كربلاء سيرا على الأقدام من المدن المحيطة ؛ والبعض منهم يأتون حتى من مسافات بعيدة من المدن الجنوبية مثل البصرة والعمارة والناصرية .
وحتى الان لم تواجه الزيارة تحديات أمنية ، على العكس من السنوات التي سبقت الوباء عندما كان تنظيم " الدولة الإسلامية " يشن هجمات ضد الزوار الشيعة .
الأربعين ، ومع كل تحدياتها قد خلقت الهدوء في العراق وسط استمرار الأزمة السياسية التي بدأت بعد انتخابات اكتوبر . وقبل أسبوعين ، حدثت اشتباكات بين المجموعات الشيعية المتخاصمة ، الصدريون والإطار التنسيقي تركت اكثر من ٦٠ قتيلا ، وما يقارب من الف جريح .
ويتوقع ان تستأنف الأزمة السياسية بعد الأربعين ، حيث أن كلا الطرفين لا يملكون المرونة صوب الحل السياسي .
ــــــــ
https://telegram.me/buratha