المقالات

الاثار الاقتصادية للزيارة الأربعينية

1678 2022-09-15

واثق الجابري ||

 

تكفيك جولة بسيطة في أحد أرجاء العراق، أو أن تسير بضعة كيلو مترات في طريق أربعينية الإمام الحسين عليه السلام،  حتى تشعر  أنك في مشاهد لا نظير لها في العالم، من تفانٍ  وكرم  وتكافل اجتماعي وخدمة خيالية.

لا أتحدث عن الطقوس الروحية والعشق الحسيني، بل سأتناول هذا السخاء وأثره الاقتصادي على مستوى الفرد والدولة، وما لهذه الزيارة من قوة هائلة على الركود الاقتصادي، الذي يتأثر  بالوسائل الكلاسيكية في إدارة اقتصاد العراق، والتأثيرات الخارجية المتمثلة بالارتفاع المستمر للأسعار،  وعصف الازمات العالمية  بالنزاعات، وصراعات رؤوس الأموال والشركات الكُبرى، ما يتطلب هزات اقتصادية تنتشل  البلاد من الركود.

عندما تسير في المواكب تجد نفسك  في خدمة تتجاوز خمسة نجوم، بالأطعمة والأشربة ووسائل الراحة والعطاء الذي لا يميز بين  ثري وفقير، وكلٌّ يقدم ما عنده كي يرفع القدر عندك، ولا ميزة بين وزير أو أمير أوفقير لا يملك قوته اليومي، او ساعٍ مستجير، وتستمر الخدمة من أول سائر من أقصى الجنوب، الى أن يلتحق أفراد ومجاميع ، ليصل عدد السائرين عشرين مليونًا، تُقدم لهم خدمة ما لا يقل عن 10 أيام، في مواكب تنصب متوالية في المحافظات ونهايتها في كربلاء، لتجتمع الى قضية مقدسة، ولو قدر عشرون مليون زائر، فهناك  من شارك بالخدمة خمسة ملايين  وإطعام لعوائل أكثر من الزائرين، وكل شخص يشارك حسب مقدرته.

لا تقتصر الزيارة على العراقين وأكثر من 3.5 مليون يدخلون من دول شتى، ولو تصورنا كل شخص ينفق في السوق العراقية بين  نقل وطعام وسكن وتسوق  ما لا يقل عن 100 دولار، وكل عراقي ايضا ينفق مصاريف حسب قدرته، وما يقدم ،إما صناعة محلية أو مستورد عليه ضرائب للدولة، مع حركة هائلة للقطاع الخاص في الأسواق والوقود والطاقة  والنقل، والمجموع ملايين الدولارات  الى السوق المحلية.

إن هذه الهزة الاقتصادية تحرك الطبقات الوسطى، وسوق العمل  والتجارة والسياحة وحركة الطيران  التي تصل آلاف الرحلات من وإلى العراق، والتفنن الذي يقيمه العراقيون في تقديم الخدمة، يؤشر الى جهود كبيرة  وإنفاق كبير، أبسطها في ما يتعلق بالطعام الذي يقدم بالطريقة الشرقية والغربية والعراقية والتراثية.

يستغرق أقل زائر  يومين بثلاثة وجبات طعام،  وما يعادل 120 مليون وجبة طعام، ناهيك عن المياه والمشروبات الأخرى والفواكه والخضروات، وهذا يعني بمعدل أيام السير من اقصى الجنوب والمناطق البعيدة 10-15 يوم سير، اي ان الوجبات تزيد على 500 مليون وجبة غذائية، ونقل وأجور  لكل الزائرين  حتى من أطراف كربلاء، وهذا يقدر بأموال هائلة للنقل والتبضع، وكل هذه الأموال التي تنفق في فترة وجيزة سنوياً، ستولِّد هزةً وتنشيطًا للإقتصاد  وإنعكاسًا ايجابيًّا، ينتشل الاقتصاد العراقي من الركود.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك