المقالات

الاعلام بين الواقع والمتوقع

1213 2022-09-18

واثق الجابري ||

 

يبدوا أن ثقافة حب سماع الأخبار وإنتشار الإشاعة، دون التأكد  من فحواها، وعدم الصبر  على القراءة المعمقة العلمية والمهنية لها، والإهتمام بالعناوين  والأسماء  والجهات التي تصدر منها، وبناء مواقف على اساسها، وإدعاء العلم  دون الحاجة للإطلاع والمعرفة، قد سادت واقعنا اليوم.. هذا ما جعل الأشخاص يعيشون  ازدواجية الواقع والمتوقع، ودفعهم الى تعارض الكلام والمفاهيم والعمل.

يلعب الاعلام دوراً اساسياً في صناعة الرأي العام، وصارت منصاته وتوجهاتها المتوافقة والمتقاطعة، متاحة لكل فرد بغض النظر عن ثقافته وتخصصه، بل ولا توجد حدود لمنعها حتى على الصغار، وما عاد للآباء وقت لمتابعتهم، ولا توجد ادوات متاحة لمنع  نقل المعلومات بمختلفها عن كل فرد،  بعد ان صار جواله هو أكثر من يرافقه!

تُصور معظم وسائل الاعلام نفسها بأنها، مستقلة أو حيادية في نقل الاحداث، حتى تلك التي تصنع الاعلانات والدعايات،  فمنها ما يؤلدج  لفكر معين، وحتى الصناعات وطبيعة عرضها، هي نتاج صراع قوى ولها إنعكاسات سياسية محلية ودولية..

تصر معظم وسائل الإعلام العراقية، على التركيز على السلبيات  وترك الايجابيات، وبحث نقاط الخلاف لا نقاط التشارك، وساعدت بتأجيج  الشارع  والسخط والنقمة الشعبية، ومثلما كان لها دور في تأجيج الطائفية في فترات،  عادت لزرع روح الانتقامية  والتجاوز على القانون والدولة، وتحميل النظام السياسي مسؤولية الاخفاقات الشخصية والحزبية والإدارية، ولم يعد هناك شخص او جهة سياسية بريئة أمام الاتهامات العمومية، دون تحميل أشخاص بعينهم او جهة سياسية حسب تمثيلها النيابي والحكومي، فيما إنشغلت بعض الجهات من سعة تمثيلها،  لصناعة جيوش تدافع عنها وتشوه غيرها، غير مبالية  بما لهذا من أثر على النظام السياسي والحياة الاجتماعية.

إن العمل الاعلامي  مارس دور التحريض والتأجيج، وإبتعد عن مسمى  السلطة الرابعة، وبدل أن يكون راصداً يرافق الاحداث بحيادية، من اجل تسليط الضوء على نقاط الخلل لإصلاحها؛ سعى الى كل جدلية  وأيدلوجية ممنهجة، تصور الحياة العراقية بسوداوية،  وفسرت الاعتراض بحتمية مخالفة القانون، ورسخ معتقد ان كل ما تفعله الدولة  جاء للإنتقاص من المواطن..

دائماً  ما كان المتوقع مخالفا للواقع، والتوقعات تقودها الاشاعة المبنية على اطروحاتها، تستند الى العلمية والمهنية والقانون، والتفكير في مصلحة الدولة وشعبها، وتتحدث بالعناوين والاشخاص، لتضع احدهم في النقاء المطلق، وتدفع من هم خلافه نحو درك التلوث والفساد والتشوه، وكل يمجد من يقوده، ولا مجد أن استقامت الدولة، ونجح الإعلام الذي تصنعه قوى سياسية  وشعبية؛ من إشاعة السوداوية والتشجيع على العنف ومخالفة القانون، بقوى ترى  نفسها بين مجمع بأنها على صواب،  وغيرها مجتمعين على خطأ.. وقادت الرأي العام  الى توقع يختلف عن الواقع، ولا يثق بمستقبل ومن فعلا يعمل.

 

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك