قيس النجم ||
"الجاهل من يعثر بنفس الحجر مرتين" مقولة لسقراط، والجهلة في بلادي يعثرون عشرات المرات، بل ويفتخرون أنهم موالون لهذا الحجر، او لذاك الصنم.
السياسة في جميع الدول هي فن الممكن، إلا في العراق فقد أصبحت فن المستحيل؛ إنها الحقيقة وليست تهكماً او نكايةً، منذ أن جلب الامريكان لنا الديمقراطية التي صدعوا بها رؤوسنا، حتى صار العراق لقمة سائغة يقتات عليه غالبية دول الجوار، بحجة أمنهم القومي، وعلى حساب أرواح العراقيين.
الغريب في الأمر أن سياسيينا لا يدركون ما يجري في العراق، حتى أمسوا مجرد اوثان لا حول لهم ولا قوة؛ متناسين المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقهم، عندما تعثر بهم الجهلاء، وانتخبوهم مرة أخرى، والعراق أوصاله تتقطع وهم يتفرجون!
ما يحزن القلب أننا نسمع التهديد والوعيد دائماً، وحرباً شيعية شيعية بين الاخوة الاعداء؛ وشعار هذه الحرب هو محاربة الفساد والمليشيات المنفلتة، وعدم الولاء للعراق، "والتنابز فيما بينهم بألقاب صنعوها بأنفسهم كـ (الجوكر والذيل والوهابي والناصبي والبعثي) ألقاب لم تخطر ببال الناس البسطاء في عراقنا العظيم، غايتها التسقيط والعمالة والخيانة العظمى، مما جعلنا نعيش بلا استقرار ولا أمان، وجروحنا تنزف بلا توقف، والعراقيون يحصدون فشل الاختيار!
إذا اجتمع زمرة من الأغبياء، فانهم يسيرون ضمن مبدأ اضرب وأهرب؛ ساسة خونة مع سبق الإصرار والترصد، عندما أصبحوا كزوجة أبي لهب، وجمعوا الحطب وبدأوا يحرقون العراق به؛ بسبب صراعاتهم السياسية على المناصب، والحفاظ على مكاسبهم وكراسيهم، ومصالحهم الضيقة، وسكوتهم المقصود، رغم كل هذا تجدهم يدعون أن ولائهم للعراق، وشعاراتهم الكاذبة المزيفة، أصبحت مثل وجوههم التي تلّبسها الشيطان، وأنساهم الحديث الكريم (كلكم راعِ وكلكم مسؤول عن رعيته).
كل الأوطان لديها مشاكل، لكن ساستها يجتمعون متكاتفين يداً واحدة، حتى يجدوا الحلول لها؛ إلا العراق، حيث أصبحت مشاكله مكاسب للأحزاب والكتل، وعلى حساب الوطن والمواطن، هل نحن عقلاء عندما نتخلى عن مسئوليتنا، ونتهاون فيها؟! أليس هؤلاء الساسة اخطر علينا من الدواعش؟! لأنهم يحملون الحطب بكل وقاحة، ويرمونه فوق نار حرب أهلية "لا سامح الله" ويمهدوا الطريق لنشر الرسالة الشيطانية، التي يسعى إليها أعداء العراق.
ختاماً: أصبح السياسيون بيادق في رقعة الشطرنج العالمية، وقدموا الولاءات والتنازلات لأسيادهم في الدول التي تسعى لتدمير العراق، من خلال بيادقها، ولكن ليعلموا أن العراق وشعبه لاعبون محترفون، وسيأتي اليوم الذي يقول فيه "كش ملك مات الوزير" ليعود أفضل من الأول بكل شيء.
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha