حمزة مصطفى ||
يجيد السياسي توظيف الشعب في حروبه ومعاركه, لايهم إن كانت إنتصارات أم هزائم. فالشعب في العادة لا يسأل. مرة لأن القيادة حكيمة وهي أعرف منه بمصلحته, ومرة لأن العدو المصنوع من قالب ثلج أو تمر على الأبواب. ومثلما يجيد السياسي هذا النوع من الإستثمار الناجح في الشعب الذي لايسأل فإن الشعب الجالس في الشمس منتظرا الفئ تطبيقا للمثل الذي إختزل فيه خيبة مستمرة عبر التاريخ "أكعد بالشمس لمن يجيك الفي" لا يهمه إن كان جلادا أم ضحية, بطلا أم شهيدا في لعبة الإستبدال بينه وبين السياسي. السياسي يؤسس حزب لأن الديمقراطية تتيح له ذلك. يتبنى أهداف تنموية وإنسانية, يرفع شعارات فيها مالذ وطاب من إستحضار التاريخ للأعداء الجاهزين المتربصين, وينشر لافتات على كل الجسور والأبواب والتقاطعات توفر للشعب ورقيا كل سبل الرفاهية المفقودة عمليا.
يقرر السياسي دون مشورة حتى مكتب حزبه السياسي الانتخابات, لا يهم إن كانت مبكرة أم دورية. لاتغيير في النتيجة ماخلا تغييرات في عدد المقاعد صعودا أو نزولا طبقا للعبة التوظيف التي يجيدها في كيفية تحريك مشاعر الشعب وعواطفه بإتجاه الوصول الى الهدف المطلوب. دائما هناك أوراق معلنة يمكن رصفها في البرنامج الحكومي من باب الأغراء لجلب كراسي المصالح التي يدرأ بها السياسيون المفاسد. السياسي الجالس في قصوره المحمية طواعية من الشعب الجالس في الكرفانات هو الذي يفكر وهو الذي يقرر وحده لا شريك له.
هذا السياسي ومنه أشتقت مفردة الزعيم الذي تناسل زعماء يتزعمون أحزابا أو حركات أو جبهات أو تجمعات أو كتلا أو إئتلافات ثروة يجب المحافظة عليها. ممن؟ من أعداء الشعب وأحيانا من الطرف الثالث. فالمؤامرات صارت مثل التسريبات على "أفا من يشيل". إذا كان السياسي يملك كل هذه القدرات في التوظيف والتسييس والتجييش فما الذي يملكه الشعب في مقابل ذلك؟ لا يملك شي. لايزال الشعب في متاهته غائبا مغيبا. "يكعد بالشمس" منتظرا الفي. يفوته "الزاد فيقول هني". ينتظر يأتيه "السمسم" جاهزا " حتى يلهم". الشعب ليس لديه مشكلة أبدا. كل الذي يريده "حكومة" إذا أعطته كهرباء ساعتين بساعتين وراتب مضمون من بيع النفط .. "يبوس ايده وجه وكفه".
https://telegram.me/buratha