المقالات

من أجل ثقافة عراقية خالصة

1876 2022-09-21

د. حسين القاصد ||

 

لم تر الثقافة العراقية وجهها الحقيقي الا حين صارت بأمرة وزيرين حقيقيين، هما الأستاذ مفيد الجزائري، وعالم الآثار العراقي الفقيد د. عبد الأمير الحمداني رحمه الله، وقد عرفت الأول ومازالت تربطني به علاقة طيبة ، أما الثاني فهو أخي وحبيبي وأعني الدكتور الحمداني الحبيب؛ فقد كان حضوره طاغيا كالعطر، تستنشق حضوره قبل أن تراه، وكان سريع الغياب كالعطر أيضا، فقد انتقل الى رحمة الله تعالى وهو في عز عطائه العلمي وعز شبابه.

وما بينهما وقبلهما وبعدهما صارت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، منصبا لأغراض الراتب والمنافع الشخصية، فضلا عن تحولها إلى وزارة الثقافة والإعلام ( كما في عهد النظام الساقط) بعد أن رضي الوزير الحالي لنفسه أن يكون ناطقاً رسميا باسم الحكومة ليحعل الثقافة في خدمة السلطة لا خدمة البلد.

لم يكن الوقت رحيما مع الدكتور عبد الحمداني ليكمل الكثير من المشاريع التي اتفقنا عليها بعد لقاءات مطولة أيام كنت مدير عام الشؤون الثقافية العامة بل كنت مستشاره في كل شيء لكن من دون تسمية أو صفة رسمية غير صفتي مديرا عاما ؛ وكنت قد اقترحت مشروعا لإنعاش السياحة في العراق، بعيدا عن ضجيج الذين يركزون ويعزفون على وتر الزيارة الاربعينية والعتبات المقدسة؛ ذلك لأن خدمات الزوار يقدمها الشعب من طعام ونقل ومسكن، ولا تكلف الدولة شيئا، فضلا عن أن الزائر ليس همه سوى زيارة الأماكن المقدسة، فماذا يشتري وكل شيء مبذول له من كرم العراقيين الناذرين حياتهم وما يملكون لآل البيت عليهم السلام.

كان من بين ما اقترحته هو أن نخصص مكانا في (سنجار) تستنفر فيه الجهود الفنية لفضح أبشع جريمة سبي في العصر الحديث وهو ما حدث للمكون للمكون الإيزيدي على يد الظلام الصحراوي الدا١١عشي؛ ولنا أن نخلد مكان مجزرة سبايكر ونجعله معلما سياحياً شاهدا على ابشع جريمة ذبح في الكون، ومثل ذلك لنا أن نخصص مكانا لتماثيل شهداء الح ش د.. وتمثال للمرأة الشهيدة أميمة جبارة، ونصب للشهيد مصطفى العذاري وجسره الذي حلق منه إلى جنة الخلود والشاعر الشهيد علي رشم وحكاية جرف الصخر . والمرأة الباسلة أم قصي.

لنا أن نخصص قرب مطار بغداد أو في زاوية من زوايا ساحة التحرير أو في ساحة الفردوس في مكان ترنح الصنم الرملي، معلماً شاهدا يوثق حكاية شهادة قادة النصر في حادثة المطار المشؤومة.

أما في صميم الثقافة المحنطة فلنا أن نقترح على الحكومة أن تلزم وزارة التربية بشراء كل ما يصدر من دار ثقافة الطفل، لأن هذا الأمر في صميم تربية الطفل، وكذلك توثيق التعاون بين دائرة الفنون ووزارة التربية لكي لايبقى درس مادة الفنية محطة استراحة للطلبة والكادر التعليمي فبالفن والثقافة والأدب ترتقي الشعوب ويسود الأمن المجتمعي ويزدهر الطموح لدى التلاميذ، وتنتشر المحبة والسلام وقل مثل ذلك عن دار الشؤون الثقافية العامة وعلاقتها بمفاصل التعليم العالي .

كنا انا والفقيد الحمداني رحمه الله، قد بدأنا بمشروع مسابقة لنشيد وطني عراقي خالص، كي لا نسمح للانتهازيين باقتراح اي نشيد، وقد شكل الفقيد الحمداني رحمه الله لجنة عليا وأنا أحد اعضائها، يحال بموجبها النص واللحن إلى مختصين ليحسموا الأمر.

كنا نؤمن أن الثقافة هي خط الصد الأول ضد كل أشكال العنف المجتمعي والتفرقة.

لقد رحل الحمداني رحمه الله، وها أنا أضع كل ما خططنا له أمام الحكومة القادمة بغض النظر عمن يقوم بتشكيلها ويرأسها؛ وغض النظر، أريده منه عدم التخندق مع فريق ضد آخر، لأن الثقافة وزارة تنقذ الشعب من خطابات هابطة من مثل ( أسوگك وتستشهد وانت الممنون ).

هل رأيتم كم هو دور وزارة الثقافة لو أدارها من يخلص لوطنه وشعبه؟

ننتظر من يثمن بأن القلم أهم من البندقية اذا تخلص من شعار فوهة واحدة!.

 

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك