المقالات

مجتمع الملائكة..!


عبد الكاظم حسن الجابري ||

 

لا أغالي إن قُلت إن ما يحدث في الزيارة الأربعينية هو شيء يفوق الإعجاز, فملايين من الزائرين تحويهم بقعة من الأرض صغيرة المساحة, مع توفير المشرب والمأكل والمسكن لهم, في مشهد لا يمكن لأحد أن يتصوره بالظروف الطبيعية, فكيف وظرف العراق يعرفه القاصي والداني؟.

فَتَحَ العراق الكريم والعراقيون أبوابهم للزائرين من كل بلدان العالم, في منظر مهيب من الكرم والسخاء والبذل, لا يبتغون بذلك إلا وصل رسول الله صل الله عليه واله من خلال البر بذريته واحياءً لأمرهم سلام الله عليهم.

في الأربعين تختفي المسميات, وتتراجع العناوين, وتُرْفَع الالقاب, وتلغى القرابة, فلا قرابة الا بالحسين عليه السلام, ولا عنوان ولا تعريف الا من خلاله سلام الله عليه, فيصبح العنوان زائر الحسين, والخدام حظوا بشرف النسبة ليصبح اسمهم خدام الحسين سلام الله عليه.

في الأربعين يصعد النموذج الأخلاقي بأبهى صوره, وتسمو الإنسانية بأوضح تجلياتها, ويرتقي الإيثار اعلى درجاته, وتصفو النفوس فتكون كماء الزلال, لا احقاد ولا ضغائن ولا عصبيات قبلية ولا منافسات حزبية ولا صراعات دموية.

مجتمع الملائكة هو العنوان الأبرز والأحق الذي يجدر بنا أن نطلقه على مجتمع زوار الأربعين, فهو مجتمع نقي السريرة واضح المقصد متوحد الهدف, لا هم لأبناء مجتمع الاربعين إلا الطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه واله, من خلال احياء أمر ال البيت عليهم السلام, واستذكار المصيبة العظيمة والرزية الجليلة بفقد ابن بنت رسول الله صلى الله عليه واله, قتيلا عند شط الفرات.

قد يقول قائل ويعترض معترض, اين مجتمع الملائكة مما نراه من بعض السلوكيات الشاذة التي حدثت خلال الزيارة؟

والجواب هنا ليس عسيرا, ولا يخفى على كل ذي لب, حصيف الرأي, متقد الفطنة, فمجتمع الملائكة دوما كان هدفا للشياطين, تحاول تخريبه وفك عراه وطمس معالمه, وهذا ديدن صراع الباطل مع الحق, إلا ان الحق يعلو ولا يعلى عليه, وما كيد ما يصنعون الا كيدا ضعيفا, كما قال تعال "الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا" سورة النساء آية (76)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك