المقالات

الحمار وشهادة حجية سعيدة .

1102 2022-09-24

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

إصبع على الجرح  ..

 

قرية مسالمة يعيش اهلها على ضفاف نهر جار كان اهلها يتمتعون بخير وفير مما يزرعون إلا إن سنينا من الجفاف أضرت بأحوالهم وصار الناس يشكون العوز والفقر , في تلك الأيام تواردت ألأخبار إن حدثا غريبا أشبه ما يكون بالمعجزة حصل في بيت حجية سعيدة بطرف القرية فتسارع الناس اليه ليشاهدوا ما حصل فوجدوا إن حمارة الحجية سعيدة البيضاء ولدت  جحشا أسودا له غرة بيضاء وذنب ابيض وأذنان يخطان على جنبيه .

استبشر الناس وأهل الدار خيرا بعد أن شرحت لهم حجية سعيدة إن هذه الحالة النادرة معجزة من السماء وانها لم تحصل في تأريخ الحمير أبدا وهي بشارة خير كبير سيأتي للقرية واهلها فالأذان الطويلتان على جنبي الحمار تعني الرزق الوفير والذيل الأبيض يعني حسن العاقبة والغرة البيضاء تعني رضاء الله عنهم واقسمت لهم ان هذا الجحش الوليد هو جحش مبارك وعلى الجميع الإعتناء به واحترامه والتعامل معه معاملة خاصة تليق بمقامه الرفيع .

صار أهل القرية والقرى المجاورة ياتون لمشاهدته طلبا للبركه. حاملين معهم انواع الحبوب من الحنطة والسمسم  والرز العنبر وحتى الهيل يقدمونها علفا له وبكميات كبيرة جدا . ولانه مازال جحشا رضيعا لا يأكل العلف صار أهل حجية سعيدة ينعمون بتلك الخيرات ويقوموا بتخزينها وتسويقها وجني الأرباح منها.

 أما النساء في القرية اللواتي تأخر زواجهن أو تأخر انجابهن او كثرت مشاكلهن مع الرجال من تداعيات طول اللسان وقلة الإحسان وشحة الميزان فكانت النذور تنهال منهن على بيت اهل الحمار من أساور الذهب وكل ما هو ثمين وما لم يخطر ببال .

 انتبه حكيم القرية وشيخ مشايخها للامر ولحاله فوجد نفسه وحيدا ومضيفه فارغا فلا احد يزوره او يستشيره او يأخذ رأيه فالناس صارت تحج الى بيت الجحش الأسود ذو الذيل الأبيض والأذنين الطويلتين لتستشيره وتاخذ الرأي منه فجمع المشايخ وأخوته وقال لهم ؛  لنحزم اغزاضنا ونغادر هذه القريه.

 أستغرب الشيوخ  واخوته منه وسألوه عن السبب فهو الحكيم والكبير ومعروف عنه الصبر وبعد النظر والقول السديد ولابد من بقاءه في القرية لحاجة الناس اليه فرد عليهم قائلا . ربما بعد الآن سيصير لزاما علينا أن نزور الجحش ونقدم له الطاعة وربما نبايعه نزولا عند رغبة أهل القريه أو نكون في نظرهم أناس ملعونين .

ثم تحسر حسرة وصلت الى شغاف القلب ونظر في عيون الحاضرين بحيرة وحزن وقلق وانشد بيتا من الشعر  الدارمي ( صار الجحش يفلان هوه الجعيده ، نعله اعلا ابو التحكيم لابو اليريده) ...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك