المقالات

خلع الحجاب (ثورة )ام تهشيم لقيم الامة ؟


محمود الهاشمي ||

 

ان مجرد نظرة بسيطة الى اللواحات القديمة للمجتمع الاوربي تجد ان المرأة الاوربية ترتدي ملابس محتشمة ،ولن يظهر منها شيء الا بحدود الشرع ،وليس هنالك من نص ديني سماوي يأذن للمرأة ان تظهر بمظهر (العري)او ان تكشف عن مفاتنها .

المرأة غريزيا لاترغب الامتهان لشخصيتها او تظهر عارية امام الاخرين ،وتؤكد جميع الوقائع والاحداث ان المجتمع الرأسمالي وبعد الثورة الصناعية باوربا تحولت المرأة الى سلعة وامتهان واظن ان اغلبنا شاهد افلاما كثيرة عن هذه المرحلة وخطورتها على المرأة وتسريحها عن العمل مع اول انتكاسة للمصنع او ورشة العمل .!

ان ارتداء الحجاب جزء من شخصية المرأة ونسال :-هل ان احدا منا طلب من زوجته او ابنته او اخته ان ترتدي الحجاب ؟

الجواب ربما يأتي ذلك كجزء من النصيحة لاغير اما نساؤنا فترتدي الحجاب رغبة منها

وتجده جزء من واجبها الديني والاخلاقي

فيما هناك نسبة ليست بالقليلة من النساء

بالعراق من (السافرات ) وايضا ليس هنالك من يمنع او يأمر بقدر النصح !

اتذكر ان شابا  اراد ان يطلب يد زميلته بالحامعة وكانت (محجبة )فدعاها الى عدم ارتداء الحجاب فكان ذلك سببا من الانفصال لاحقا .

الان النساء المسلمات في اوربا يرتدين الحجاب مع ان ذلك يزعج سياسة الدولة ويفرض عليهن ضغوطا مجتمعية وسياسية

لكنهن يرين في ذلك واجبا دينيا واخلاقيا والتزاما ايضا .

اذا كان البعض يرى في الحجاب ضغطا على حرية الناس فهناك ايضا يرى في عري المرأة او عدم التزامها بالحجاب ايضا ضغطا على حريته .

في ايران تظاهرة تقودها امرأة خلعت الحجاب ،وفي السعودية امرأة تظاهرت مطالبة بقيادة السيارة .

وتظاهر رجال دين في دول عديدة مطالبين بضرورة فرض الحجاب على المرأة .

ويدعو الشاعر المرأة الى خلع الحجاب

(اسفري فالحجاب ياابنة فهرٍ

هو داء بالاجتماع وخيم )

اذن مسألة الحجاب وارتدائه محط جدل قديم ،فالاية الكريمة واضحة (وَقَرْنَ فِى بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَٰهِلِيَّةِ ٱلْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِعْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ) وقد ترى امرأة هذا ضغط على حريتها ونقول لها (وعريك )ايضا يشكل ضغطا   على حرية الاخرين .

ان تتظاهر امرأة من اجل نيل الحرية والاستقلال والمطالبة بالحقوق المشروعة بتساويها مع الرجل فهذا امر اكثر من مقبول قديما وحديثا ،ومازالت اسماء النساء والمناضلات  والمجاهدات قائمة في نفوس الشعوب وهي جزء من تاريخ الشعوب ومجدها ووجودها .

وفي ايران كان للمرأة الدور الكبير في انجاح الثورة الاسلامية فقد جاهدت واستشهدت من اجل ذلك ،ورفضت كل اشكال الامتهان للمرأة الذي كان سائدا ايام الحكومات البائدة .

صحيح ان هناك الزام للمرأة في الجمهورية الاسلامية بايران ،ولكن المرأة بايران تملك من الحرية مايفوق حرية جميع الدول العربية فهي قسيمة الرجل بالحياة دون منازع سواء بالمنزل او بالعمل او بالشارع

او التعليم ،فهي تقود السيارة منذ ثلاثينيات القرن الماضي ،وليس هنالك من عمل او مهنة محرمة عليها الا بقدر تركيبتها الفسيلوجية وحرمة دينها .

المرأة بايران تفوز سنويا برياضات مختلفة وصولا الى تسلق الجبال حيث تحصد الايرانية الجوائز بذلك ؛-وهل عطل الحجاب المرأة الايرانية عن ممارسة كل هذه النشاطات بالحياة ؟

المثير ان كتابا عربا مثل اللبناني (جلبير الاشقر )سعيد بان المرأة الايرانية شجاعة بخلعها الحجاب والثورة ضد النظام

ويقول (مثال آخر عن استسهال التعرّض لحريات النساء في هجمة حكم إبراهيم رئيسي على نساء إيران لفرض ارتداء الحجاب عليهنّ، بل فرض ارتدائه بأكثر الأشكال تزمّتاً)اين هو الاكثر تزمتا ،بل العكس هناك تهاون في هذا لدرجة عندما تزور طهران تجد شكلية الحجاب !

ومايزعج انه يرى في تظاهرة الحجاب الاخيرة بايران مشروعا مشابها ل(ربيع عربي )وهو يعلم ان هذا (ربيع اسرائيل )وليس ربيع العرب الذي شرد ثلث سكان الدول التي شملها هذا الربيع ومنهم لبنان وسوريا وليبيا والسودان ومصر وتونس التي وصل بها الامر ان اسرة الشاب التونسي الذي احرق نفسه فرت الى كندا وطلبت اللجوء لانها تتعرض يوميا الى اللوم والخطر .!

ان يكون الكاتب (حاقدا )على دولة لسبب او لاخر او ناقما على الاسلام فهذا امر خاص اما انه يتعرض لمشروع دولة مثل ايران والنجاح الذي تحقق على ايدي ابنائها رجالا ونساء والصمود والتحدي الذي تبديه بمواجهة الاستكبار العالمي فلابد من الوقوف عنده ومحاكمته بمنطق العقل لمن يريد ان يكون انسانا وكاتبا منصفا .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك