عدنان جواد ||
تذكرت مقولة حسني مبارك لصدام يحذره من مواجهة الولايات المتحدة الامريكية قبل حرب الخليج الثانية كما كانت تسمى ( دي امريكا يا صدام) ، واليوم يكررها مسعود البرزاني بتناطحة بدول كبرى لها عمقها التاريخي والجغرافي، وقد تقدمت في جميع المجالات ، تهابها اسرائيل صاحبة القنبلة النووية والدعم اللامحدود من الولايات المتحدة الامريكية، فهي تتخلى عن جميع الحلفاء باستثناء اسرائيل، ومع ذلك لا تستطيع مواجهة ايران وجهاً لوجه، بل حليفها حزب الله هدد بترسيم الحدود مع لبنان خلال شهر واذا لم ترسم سوف يستهدف منشئات استخراج الغاز في البحر، فسارعت اسرائيل وواشنطن للترسيم، صحيح تم التغاضي عن الاحداث الدموية و التظاهرات في العراق بدعم وتمويل وتسهيل من حكومة الاقليم، تلك الدولة داخل الدولة العراقية، والتي تقودها عائلة البرزاني والتي لها علاقات وثيقة بإسرائيل، وهي قامت بإجراء استفتاء لإقامة دولة مستقلة عن العراق، وفي لقاء مع قناة الجزيرة قال مسعود البرزاني، ان الولايات المتحدة الامريكية وعدتنا بانها ستقف على الحياد، بل وتدعمنا ولكن عند اجراء الاستفتاء حدث ما لم يكن متوقع فهي وقفت مع الحكومة المركزية، يتصرف مسعود البرزاني بتوجيه مباشر من اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية والغرب، وقد راينا التظاهرات الدموية في العراق في المناطق الغربية، وما سميت بعد ذلك بثوار العشائر، وانها تظاهرات مطلبية وسلمية ودستورية، فكان يحتضن قادتها ويقدم لهم الدعم الاعلامي ، والسكن والمأوى والحماية، ولكن وبعد ان تطورت وتحولت الى دولة العراق والشام، ايضاً تفاوض معهم بعدم التعرض للإقليم، مقابل سحب قواته والقادة الموالين له من الموصل، لكنهم نكثوا بعهودهم واصبح التقدم نحو اربيل ، فطلب العون من حلفائه بتقديم الدعم السريع للتصدي لداعش، لكن الدعم تأخر، فتوجه لإيران وخلال ساعات اتاه الدعم فتحولت الهزيمة الى نصر وتوقف تقدم داعش باتجاه الاقليم، لكنه ظل يتحين الفرص بالدولة العراقية من اجل اضعافها، وهو مصدر خرق الكثير من القوانين في الدولة، فاغلب المسؤولين في الوزارات السيادية يصرحون ان الخلل في تطبيق القوانين وفشل وزارتهم حكومة الاقليم، فوزير الزراعة في الحكومة الحالية يقول لا نستطيع ان نعمل ، فكلما اصدرنا اوامرنا بمنع استيراد المحاصيل الاجنبية لتوفرها محلياً ، ولكي ندعم المنتوج المحلي، نغلق المنافذ الجنوبية والوسطى ونمنع دخول تلك البضائع، لكن الاقليم يفشل كل خططنا، ونفس الشيء للقيادات الامنية، فغالباً ما يختبئ المطلوبين في مناطق اقليم كردستان، والتجارة والصناعة واغلب وزارات الدولة لا تفرض قوانينها الا في الوسط والجنوب، فهي دولة بكل معنى الكلمة وفي كل مرة تحدث مظاهرات في العراق تجد قادتها في اربيل، يصبون الزيت على النار ولا احد يتعرض لهم.
وبعد فشل صفحة داعش في تقسيم وتمزيق العراق بفضل المرجعية وايران وابناء الوسط والجنوب ، بدا التفكير في دوائر الشر، بالبحث عن حرب شيعية- شيعية ، بعد ان فشلت الحرب السنية- الشيعية ، فتم تجنيد العملاء ، وقادة الفوضى وايضاً كانت تدار من اربيل ، ففي مظاهرات 2019 التشرينية والتي اغلب المحتجين فيها من مدن الوسط والجنوب، فقد احتج الشباب والذين تبلغ نسبتهم 60% على الاوضاع الاقتصادية المتدهورة، والفساد المستشري، والذي اعتبر العراق من اكثر الدول فساداً ، حسب منظمة الشفافية الدولية فالعراق يبلغ المرتبة(11) عالمياً من اكثرها فساداً، وارتفاع معدلات البطالة، وان نسبتها تبلغ 20% والتوظيف السياسي بدل المؤهلات، واتهام النخبة الحاكمة بسوء ادارة الموارد الوطنية، فتم تغذيتها ضد حكومة عادل عبد المهدي لأنه اراد ان يتحرر من القيود الامريكية وينفتح على الدول الاخرى الشرقية كالصين والغربية كألمانيا، فاسقطوا حكومته وقدم استقالته، وكلف مصطفى الكاظمي بإدارة الحكومة واجراء الانتخابات، وجرت الانتخابات لكن النتائج كانت غير متوقعه، فتم تحريض السيد مقتدى الصدر على ابناء مكونه بحجة حكومة الاغلبية، ونبذ التوافقية والمحاصصة ، الى ان وصلت الخلافات الشيعية حد التصادم والاغتيالات المتبادلة، واستخدام الصواريخ، كما حدث في اقتحام المنطقة الخضراء من قبل جمهور التيار الصدري، وسبحان الله تحولت شعاراتهم من وطنية وسلمية الى حل الحشد، الذي اصبح قوة ضاربة تحفظ العراق من التقسيم وتطبيق المؤامرات،
وفي وقت الاحداث والخلافات بين الاحزاب في العراق، وعدم قدرتها على تشكيل الحكومة ، وجزء من الخلاف هو اصرار مسعود البرزاني على ترشيح شخصية غير مقبولة من قبل الاطار الشيعي وتتهم بالعمالة، وتمسك السيد مقتدى الصدر بحكومة الاغلبية السياسية، واستقالة نوابه والتهديد والوعيد، انتقلت التوجيهات لخلق فتنة في ايران نفسها الداعمة للشيعة في العراق ، فعندما تضعف ايران يصبح موقف الاحزاب الشيعية ضعيفاً، فتحركت الخلايا التي يوفر لها مسعود الدعم اللوجستي والمأوى، الى داخل ايران ، وكيف اشتعلت شوارع ايران وخاصة في المحافظات الشمالية بالمظاهرات ، بسبب وفاة مهسا اميني في احد مراكز الشرطة بعد خلعها الحجاب، وفيما بعد تبين انها تابعة لتنظيمات كردية، وان التظاهرات ليست عفوية، وشعارتها ضد الحجاب والثوابت الاسلامية، ونظام الجمهورية الاسلامية وانها مدعومة من دول وعلى راسهم اسرائيل ، وانهم يدخلون من الاقليم وبدعم وتسهيل من حكومة مسعود البرزاني، ولكن هذه المرة ايران لم تمهله غير 24 ساعة، وتضرب مقرات مثيري الشغب والبلبلة في الاقليم، فيا مسعود هذه ايران وليس الاحزاب الشيعية في العراق تفعل ما يحلو لك وبدون رادع، بل اكثرهم يجاملك وانت تحرق مدنهم وتسرق ثرواتهم، وليكن لك درس وموعظة ، ما حدث لعملاء امريكا واسرائيل ، من الشاه الى صدام وحسني مبارك الذي قال: (المتغطي بامريكا عريان)، واخرهم زيلنسكي الذي حطم بلده وفقد جزء مهم وحيوي يطل على البحر من دولته، واخيراً فان حلفاؤك من الشيعة خسروا كل شيء نتيجة لهرولتهم خلف سرابك، فاتعظ قبل فوات الاوان، وان اللاعب الجيد ينبغي ان يكون غير مكشوف ، لكن الاعيبك ونزواتك الشخصية والقومية اصبحت واضحة وسوف تؤدي بك والاقليم الى المهالك.
https://telegram.me/buratha