المقالات

المُقدسات والشعوب ..

1387 2022-10-04

ا.د جهاد كاظم العكيلي  ||   تخضع الدول إلى منظومة من العلاقات التي تُنظم وجودها وعملها وفقا لضوابط ولوائح هيئة الأمم المُتحدة التي أقرت أصلا من قبل الدول العظمى، فهيئة الأمم ومنظماتها الدولية تفرض وصاياها على هذه الدول خصوصا دول العالم الثالث حيث لا تزال هذه الدول تعيش تحت وطأة اللوائح والضوابط المُقترنة بالقوة في حال عدم إنصياعها لخدمة المصالح الأمريكية والبريطانية على وجه التحديد، مع ملاحظة أن أهم وسائل الهيمنة والسيطرة هي فرض القوى العُظمى لقدسيتها المزعومة بالديمقراطية والمساواة بين شُعوب العالم .. وفي هذا الصدد، نجد أن هذه الدول مُلزمة بتنفيذ مصالح القوى العُظمى والدول النافذة في هيئة الأمم المُتحدة على حِساب خيرات وثروات دول العالم الثالث وشعوبها، أما شُعوب هذه الدول هي أيضا ستكون مُلزمة بتعزيز مصالح دولهم على مصالحهم الخاصة وإن كانت على حِساب وجودهم المادي والنفسي، حتى أصبح العُنف او القوة التي تستخدمها هو قانون الدولة لفرض وجودها مثلما هو حالها مع الأمم المُتحدة، فالحرية التي وهبتها للشعب هي مُجرد وهم وخدعة الدولة التي أعلنت وصاياها على الحرية ذاتها، والتي تُحاربها بشتى الوسائل في الوقت الذي نصَّبت نفسها لحماية الحريات .. وهذا يعني إن الدولة منحت لنفسها الأولية لتحقيق مصالحها الخاصة على حِساب شعبها، وترجمت بذلك حُرية الشعب السياسية إلى حُرية السلطة، لتخدع بذلك الشعب وتحكمه بإسم ثالوث (الدولة والدين والضمير)..  إن هذا الثالوت الذي توغلت عن طريقه الكثير من أنظمة الدول، إفترست به الشعوب وأذلتها وسلبت منهم خيراتها وثرواتها، حين حَوَلت حُرية سلطة الدولة إلى عبودية الشعوب عامة، وصارت قُدسية الدولة حِيال شعوبها هي نفس قُدسبة الأمم المُتحدة والدول العُظمى والدول النافذة إزاء تلك الدول، مُتبعة بذلك مبدأ الغاية تُقدس الوسيلة، فإذا كانت مصلحة الدولة هي النهاية، فالحرب هي وسيلتها المُقدسة، وإذا كانت العدالة غاية الدولة، فالقتل هو الوسيلة المُقدسة ..    إن الدول المُقدسة تُقدس كل ما يخدمها، وتقف ضد كل المُفكرين والمُشككين في عملها، وأن الفرد المُميز هو دائما الضحية، والجهل هو المُقدس في سلطة الدولة التي صار يسودها الفساد ليعم بذلك تجهيل الشعوب، وهو ما يُنذر بِخطر شديد ..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك