المقالات

ألا تخجل الدنمارك من عجزها عن حماية السفيرة الايرانية؟


د.رعدجبارة☆||     فوجئ اليوم كثيرون بوجود سفيرة لايران في الدنمارك عندما بثت الفضائيات مقطعاً مصوراً لإيراني يحمل سكيناً تسور جدار السفارة ودخل حديقتها وبمجرد وصول سعادة السفيرة افسانه نادي بور الى مرآب السفارة وترجّلها من سيارتها الخاصة نحو مكتبها فاجأها مواطنها المسلح بإشهار السكين و محاولة ذبحها ،لكن عناية الله أنقذتها بأعجوبة إثر تدخل موظف السفارة واشتباكه مع المهاجم وطرحه أرضاً واستدعاء الشرطة الدنماركية لاعتقاله.    طبعا، قد لا يعلم القراء أن السيدة افسانة هي رابع سفيرة تمثل الجمهورية الاسلامية الإيرانية في دول العالم. فقد أوفدتها حكومة الدكتور حسن روحاني الى استكهولهم قبل 3أعوام بعد خدمة طويلة وخبرة استمرت 25عاما في الخارجية الإيرانية، وهي من مواليد 1967 وتحمل شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة العلامة الطباطبائي ، و تدرجت في الوزارة وتسنمت عدة مناصب كان آخرها مساعدة الوزير د. ظريف لشؤون حقوق الانسان، وكانت أحد البدائل لمنصب الناطق الرسمي لوزارة الخارجية بعد ناطقها السابق بهرام قاسمي لكن وقع الاختيار على غيرها.      السفيرات الثلاث الاخريات هن (السفيرة مرضية أفخم اوفدت الى ماليزيا)،و(السفيرة حميرا ريغي اوفدت الى برونئي)، و(السفيرة فروزنده وديعتي اوفدت الى فنلندا) ،وكلهن تم اختيارهن من قبل الوزير السابق د. محمد جواد ظريف والرئيس السابق د. حسن روحاني.    ويعتبر انتخاب وتعيين نساء في السلك الدبلوماسي الايراني من التجارب الموفقة ومن وسائل تغيير الصورة النمطية المتعارفة عن السفراء الايرانيين المعتمدين في العواصم الاخرى بأنهم رجال ملتحون او معممون(في حالات نادرة) .    و سبق أن اختار الامام الخميني إمرأة لعضوية وفد أرسله الى موسكو حاملاً رسالته التاريخية الى الرئيس السوفيتي الأخير ميخائيل غورباتشوف وضم الوفد آية الله عبد الله الجوادي الآملي رئيساً، وعضوية السيدة مرضية حديدجي و كذلك د.محمد جواد لاريجاني ، بتاريخ 7يناير من عام 1989 الموافق 22 جمادى الأولى 1409هجري حيث التقى الوفد الرئيس السوفيتي غورباتشوف لمدة ساعتين وقرأ وقدم له الرسالة الشريفة آنفة الذكر ذات المضامين الفلسفية العميقة، والتي أجاب عنها غورباتشوف برسالة شكر جوابية حملها الى الامام الخميني وزير الخارجية السوفيتي آنذاك ادوارد شيفرد نادزه [الذي اصبح لاحقا رئيسا لجمهورية جورجيا ].     طبعا؛هناك عشرات السفيرات اللواتي يمثلن عشرات الدول في العالم لكن ميزة السفيرات الايرانيات هي (اضافة للخبرة اللازمة)التزامهن بالحجاب الاسلامي وعدم مصافحة من يلتقينه من المسؤولين والنظراء في بقية الدول،وهذا يدل على أن المرأة يمكنها أن تخوض غمار العمل الدبلوماسي مع المحافظة على العفاف والحجاب في الوقت نفسه.    ونعود الى السفيرة افسانة حيث سبق وأن التقت بملكة الدنمارك ( مارغريت الثانية) و مدير التشريفات في القصر الملكي مایکل زیلمر )وقدمت اوراق اعتمادها في 17فبراير شباط 2020 وباشرت عملها. وكان ينبغي أن تبادر وتسارع قوات الامن الدنماركية في حراسة و حماية مبنى السفارة من هذا التسلل والاختراق المسلح الذي هدد حياة انسانة تتمتع بالحصانة الدبلوماسية تحت حماية الدولة المقيمة فيها، حتى قبل استدعاء السفارة لهم،مما يشي بوجود قصور او تقصير في مهامها في حماية مقر بعثة دبلوماسية وفقاً لمعاهدة فيينا. فهل كان ذلك تواطؤاً من الشرطة الدنماركية ؟الا تخجل الدنمارك من عجزها عن حماية السفيرة الايرانية من تسلل مسلح كاد أن يودي بحياتها داخل مقر عملها الرسمي ؟   ☆باحث ودبلوماسي سابق
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك