حمزة مصطفى ||
لأغراض فكرة هذا المقال الأساسية سوف أذكر بالطرفة التي تروى عن الدليمي الذي إحترق بيته وحين جاءه رجال الإطفاء حلف بـ "الطلاق" مايطفئون البيت الإ بعد أن "يتريكون". أربط فحوى هذه الطرفة مع ما أعلنه قبل أيام مدير الدفاع المدني اللواء كاظم بوهان بشأن التحالف مع أقرب مطعم للفلافل من مكان الحريق الذي يهرع رجال الدفاع المدني لإطفائه بسبب عدم وجود مخصصات إطعام لهم عند القيام بواجباتهم التي يمكن أن تستمر ساعات طويلة وربما بعضها أيام. ثم أن الحرائق لاتشمل البيوت فقط حتى يمكن لصاحب المنزل المتضرر القيام بمهمة الضيافة لرجال الإطفاء "فوق مصيبته" بل الحرائق في الغالب تشمل دوائر ومؤسسات الدولة التي تنال دائما حصة الأسد من الحرائق. وحتى حرائق هذه المؤسسات غالبا مايجري بطريقة مدروسة بحيث يطال الطوابق أو الغرف التي تحتوي العقود والوثائق المهمة التي يجري إخفاؤها بالتواطؤ مع التماس الكهربائي الذي لا يحرق الإ تلك الغرف والطوابق.
لكن ما الذي قصده اللواء بوهان حين أعلن عن "تحالف الفلافل".
وبالمناسبة اللواء بوهان الذي لا أعرفه شخصيا ولم التق به يوما يعد من أفضل من يشغل موقعه في جهاز مهم جدا مثل الدفاع المدني. اللواء بوهان وفي لقاء له مؤخرا على قناة "الشرقية" سأله الزميل هشام علي أحد مقدمي برنامج "لعبة الكراسي" عن كيفية الإنفاق على رجال الدفاع المدني حين يقومون بواجباتهم الخطيرة في كثير من الأحيان كان جوابه "نتحالف مع أقرب مطعم فلافل".
الجواب الذي جاء على طريقة "ضحك كالبكا" كما يقول عمنا المتنبي جعل مقدم البرنامج يسأل عن معنى وفحوى هذا التحالف الجديد في ظل كثرة تحالفاتنا السياسية التي لم تجعل في القاموس المحيط "محط رجل" لإسم جديد.
اللواء بوهان وضح طبيعة هذا التحالف التاريخي بين مطاعم الفلافل الغنية في موادها النافعة والرخيصة في أسعارها. فلفة الفلافل مثلما هو معروف يتراوح سعرها بين الـ 500 الى 750 دينارا إذا كانت من صنف المشكل. والمشكل يعني إضافة قطعتين من البطاطا والباذنجان على أصل اللفة مع "فلفلاية" إضافية. أما إذا أضيفت "قوطية بيبسي أو سفن" فإن سعر الوجبة يرتفع الى 1000 دينار.
اللواء بوهان الذي يشرف عادة على هذا التحالف مع أقرب مطعم فلافل من مكان الحريق لايملك درهما واحدا كمخصصات لرجاله الذين يقومون بكل هذه الجهود الجبارة وماتحمله من مخاطر بالنسبة لهم. لا أعرف إن كانت السيدة مدري الآنسة جينين بلاسخارت شاهدت أو قرأت عن تحالف الفلافل الجديد لكي تضيفه الى إحاطاتها القادمة أمام مجلس الأمن الدولي. فبلاسخارت تحدثت عن كل التحالفات الفاشلة في العراق دون أن تتطرق الى التحالف الوحيد الحقيقي وهو "تحالف الفلافل" الذي يتقي به رجال الإطفاء جوعهم عند القيام بواجباتهم الصعبة.
الزميل هشام علي لم تفته ملاحظة فيما إذا كان اللواء بوهان هو من ينفق من جيبه الخاص على هذا التحالف كان جواب الرجل واضحا بأنه هو نفسه يشمل بلفة فلافل مما يقوم به رجال الإطفاء فيما بينهم.
هذا يحصل في دولة ميزانيتها السنوية ليست أقل من 100 مليار دولار وسعر برميل نفطها يباع اليوم بأكثر من 80 دولار وبيع بالأمس بأكثر من 120 دولار, ومع ذلك لايوجد لديها ماتنفقه على رجال الدفاع المدني حتى لو .. وجبة فلافل مشكل.
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha