المقالات

رجال الله والمولد النبوي

1501 2022-10-15

د.أمل الأسدي ||

 

رجال الله، همهم جمع الناس وتوحيد الكلمة،فكلمة التوحيد لا تحقق فاعليتها من دون توحيد الكلمة!!

فهم يدركون معنی قوله تعالی:((وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةٗ لِّلنَّاسِ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗا وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ)).

ورجال الله يرون الرسول  الأعظم كما يراه الله تعالی وكما وصفه القرآن الكريم:((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)) فهو رحمة مطلقة، شاملة، عالمية، إنسانية، غير مقيدة، وكذلك يرونه كما في قوله تعالی:((وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ))وهذا الرسول صاحب الخلق العظيم، له المكانة المتفردة عند الله تعالی، فهو حبيبه الذي((...دَنَا فَتَدَلَّىٰ ۞ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ))

ورجال الله لايناقضون القرآن الكريم، ولايتقاطعون معه ولايصفون الرسول الكريم بأنه عابس، فهو  علی خلق عظيم كما ذكرنا، وهو اللين الرحيم كما قال تعالی:((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ...)) ورجال الله  لايرهبون أحدا تحت اسم محمد، ولا ينالون من أحدٍ باسمه، ولايكفّرون مسلما بشريعة محمد، فهم يدركون  معنی أن رسول الله هو عنوان المحبة، وهو الرحمة الإنسانية المطلقة، ويدركون أنه  الملجأ والمنقذ والمخلّص، ويضعون أمام أعينهم قوله تعالی:((...إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ...)) وكذلك قوله تعالی:((وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا )).

ومن رجال الله، الإمام الخميني(رض) ، الذي حوّل الاختلاف في التأريخ إلی اتفاق، وحول الفرقة إلی اجتماع، فبدل أن ينشغل المسلمون بالترجيح والتصويب في موعد ولادة الرسول، قدّم لهم الإمام الخميني مشروع(أسبوع الوحدة  الإسلامية) ليكون  أسبوع محبةٍ وأُلفة وفرحٍ وفخر بمولد سيد الكائنات محمد بن عبد الله (صلی الله عليه وآله) وما أجمل انعكاس هذا  المشروع  في الواقع الذي نعيشه! إذ بدأنا الاحتفال من 12- 17 ربيع الأول، وفي كل يوم نهنّئ  بعضنا، وندعو لبعضنا، ونتفاءل، ونعطر منازلنا  بذكر الرسول الكريم، ونحيي أرواحنا بالصلاة علی محمد وآل محمد، ونستحضر مواقف الرسول وأُبوته،ومحبته للإنسانية،وفضله عليها، ولاتجد شخصا يتحدث عن المولد النبوي إلا ويدعو الی استثمار الخلق المحمدي في الحياة،ويدعو الی الاقتداء برسول الله الأعظم، وإن لم يدع إلی ذلك؛فتجده يدعو إلی  المحبة والاجتماع، والوحدة ونبذ التفرقة!!

فشكرا لرجال الله الحاضرين في كل خير، وشكرا للإمام الخميني الذي  فهم معنی" أمة محمد"، ولاحرمنا الله من ذكر محمد وآل محمد.

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك