المقالات

قانون الشتيمة بـ عشرين دولار..!


اسعد عبدالله عبدعلي ||

 

 في عام 2012 صوت سكان بلدة ميديلبورغ الواقعة في ولاية ماساشوتيتس الأمريكية, لصالح قانون يفرض غرامة مالية بقيمة عشرين دولار لمن يتلفظ بشتيمة أو كلام غير أخلاقي في مكان عام,  وقال كبار البلدة: إن القانون لا يستهدف المحادثات الخاصة, بل يستهدف الأشخاص الذين يصرخون ويعلو صراخهم بالكلام النابي في الأماكن العامة, وهي خطوة اجتماعية اخلاقية مهمة لبناء مجتمع لا تضيع فيه الحقوق.

ان العالم من حولنا يسعى للرقي بمجتمعاتها, ويسخر التشريع القانوني للوصول لهذا الرقي, اما عندنا فالمشهد بالمقلوب, فبمجرد إن تنزل للسوق أو تصعد سيارات نقل الركاب (الكيا), او تقف قليلا في احد الكراجات, عندها ستصل إلى مسامعك أقبح الكلمات وأفحش الجمل, والتي تصاغ بشكل عجيب وغريب! يلقيها الكبار ويحفظها الصغار! انه تراث بعض هذه  الأجيال! لكنه تراث سلبي جدا, ولا يمكن الاستمرار بهكذا أسلوب للحياة.

وهنا أطلق نسخة من هذا المشروع إلى برلماننا الطيب, في إن يشرع قانون يغير سلوك الناس نحو الأفضل.

فلو تم تطبيق هكذا تشريعات في مجتمعنا لأمكن إحداث تغيير كبير ونحو الافضل, في عملية البناء الصحيح للمواطن العراقي, ولو تم تطبيقه الأكيد  إننا سنكسب بعد سنوات  سلوك انساني راقي, فيصبح سلوك الناس  تلقائيا تنبذ الصياح بالكلام البذي والشتائم, ولو ننظر للتجربة الإندونيسية في جعل عاصمتها نظيفة , بدأت أولا بفرض غرامات على من يلقي مجرد ورقة في الشارع, لكن بعد سنوات أصبحت ملكة عند سكان العاصمة حب النظافة وإلقاء النفايات في مكانها المخصص .

فلو طبقنا هذا المشروع أولا نكسب إيرادات للدولة, وثانيا يمكن أن نشغل العاطلين كموظفين يتابعون ويسجلون الغرامات, هذه مكاسب آنية,  إما المكسب الأهم هو البنا السليم للمجتمع, وثانيا نظافة مسامع الناس من الكلام الغير اللائق في الأماكن العامة, وولادة جيل لا يسمع هكذا شتائم فلا مجال للتقليد .

لذا نحتاج تشريع هكذا قانون نغير به حياتنا ونعزز فيه ثقافة المواطن المتحضر, وهذا هو مطلب الدين والأنبياء في جعل المجتمعات تمتاز بسلوكها الإنساني الراقي, والسير في طريق الكمالات.

فهل من مجيب لمشروع الشتيمة بعشرين دولار؟

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك